بعد توقيف كريم سلام… هل تدحرجت كرة الملاحقات؟


خاص 8 نيسان, 2025

دائرة القاضي بلال حلاوي بدت أشبه بخليّة نحل، بالنّظر لوجود عددٍ كبيرٍ من المحامين المهتمين بهذا الملفّ، وترقّب ما سيصدر عن قاضي التحقيق من إجراء واستدعاءات بعد الجلسة. وبغضّ النظر عن أبعاد هذا الملفّ وخلفيات تحريكه، إلّا أن ذلك لا يُخفي حقيقة أنّ القضاء بدأ مرحلةً جديدةً من مكافحة الفساد، بحيث لا يبقى أحد فوق القانون مهما علا كعبه وأيًّا كانت حمايته.

كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:

لم يحمل إصدار مذكّرة توقيف وجاهية بحقّ كريم سلام شقيق وزير الاقتصاد السابق أمين سلام أي مفاجأة، فقرار قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي كان متوقّعًا حتّى من وكيل الدفاع عن الموقوف، لكنّ المفاجأة قد تقع لاحقًا إذا ما اقتصرت الملاحقة على هذا الشخص وتحميله وحده مسؤوليته عمليات الابتزاز التي تعرّضت لها شركات التأمين والحصول منها على أموال طائلة لقاء تجديد عقود عملها وتحت وطأة التهديد بفسخ هذه العقود.
مثول كريم سلام دون سواه أمام القاضي حلاوي لا يعني نهاية المطاف، فالادّعاء في هذا الملفّ لم يتضمّن أسماء أخرى حتّى الآن، لكنّ التحقيق فتح القضية على مصراعيْها. وتوحي أجواء “قصر العدل” في بيروت بأنّ القضية ستتحوّل إلى كرة ثلج متدحرجة تطال مشتبهًا بهم آخرين، سواء بالشقّ المرتبط بكريم سلام، أو بالإخبار الذي قدّمته لجنة الاقتصاد النيابية أمام النيابة العامة التمييزية وشمل الوزير وشقيقه وأشخاصًا آخرين.
وتفيد المعطيات بأنّ كريم سلام تحوّل إلى مدعى عليه وموقوف بعدما تردّد اسمه في أكثر من قضيّة، خصوصًا في معرض محاكمة المدعو فادي تميم أمام محكمة الجنايات في بيروت بتهمة “الاختلاس وابتزاز شركات التأمين وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع”، والتركيز على سلام “جونيور” يأتي انطلاقًا من المهمّة التي كان يشغلها في وزارة الاقتصاد بوصفه مستشارًا لصيقًا بشقيقه الوزير أمين سلام.
والواقع أنّ سبحة الملاحقة ستطول، لا سيما أنّ فادي تميم الذي جرت محاكمته في هذا الملفّ بمفرده في وقت سابق وصدر حكم بحقّه عن محكمة جنايات بيروت، مطلوب للشهادة في جلسة يعقدها القاضي حلاوي الخميس، ومعه أيضًا نقيب خبراء المحاسبة إيلي عبّود ورئيس مجلس إدارة شركة “المشرق” للتأمين جورج مادوسيان كشاهديْن أيضًا.
لم تَدُمْ جلسة استجواب كريم سلام أكثر من ساعة، ولم تظهر على الشاب الوسيم بكامل أناقته علامات التوتّر سواء خلال إحضاره إلى مكتب قاضي التحقيق أو أثناء مغادرته الجلسة، وكأنّه مرتاح إلى وضعه، وزاد على ذلك جرعة دعم تلقّاها من زوجته التي كانت تنتظره أمام مكتب القاضي حلاوي لتستقبله وتودّعه بابتسامتها وكأنّها أيضًا مطمئنة إلى براءته، فيما عبّر وكيله القانوني المحامي طوني فرنجية عن ارتياحه لأجواء الجلسة.
وقال فرنجية لـ “هنا لبنان” أنّ موكله “كان مرتاحًا ومتماسكًا خلال التحقيق وقدّم أجوبةً مهمّةً ودقيقةً ومترابطةً على الأسئلة التي طُرِحَتْ عليه”، مشيرًا إلى أنّ صدور مذكّرة التوقيف بحقّه، هي إجراء روتيني بانتظار استكمال التحقيق والاستماع إلى الشهود، وأنّه سيتقدّم بطلب لإخلاء سبيله في أقرب وقت، وعندما يتأكّد من أنّ “ظروف التحقيق تسمح بتقديم هذا الطلب ويمكن لقاضي التحقيق أن يوافق عليه”.
دائرة القاضي حلاوي بدت أشبه بخليّة نحل، بالنّظر لوجود عددٍ كبيرٍ من المحامين المهتمين بهذا الملفّ، وترقّب ما سيصدر عن قاضي التحقيق من إجراء واستدعاءات بعد الجلسة، فالمحامي كمال حيدر وكيل فادي تميم بقي ملازمًا دائرة التحقيق في بيروت، ليتبلّغ بأنّ موكله مطلوب كشاهد إلى جلسة الخميس، من دون أن يثير ذلك قلق المحامي حيدر الذي اعتبر أنّ تميم اجتاز هذا القطوع، وجرت محاكمته والحكم عليه بالسجن ستّ سنوات، لكنه (حيدر) تمكن من انتزاع أسباب تخفيفية بتخفيض عقوبة موكله إلى السّجن سنة واحدة”، ومؤكّدًا أنّه “غير قلق من إمكانية الادّعاء عليه مجدّدًا لأن القانون واضح ولا يسمح بملاحقة الشخص بالجرم نفسِه مرةً جديدةً”.
بغضّ النظر عن أبعاد هذا الملفّ وخلفيات تحريكه، إلّا أن ذلك لا يُخفي حقيقة أنّ القضاء بدأ مرحلةً جديدةً من مكافحة الفساد، بحيث لا يبقى أحد فوق القانون مهما علا كعبه وأيًّا كانت حمايته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us