تصريحات غسان سلامة… تمييع للسيادة في لحظةٍ حرجة


خاص 9 نيسان, 2025

إذا كانت الحكومة اللبنانية جادةً فعلًا في استعادة سيادتها وتنفيذ التزاماتها الداخلية والخارجية، فإنه لا مجال لأيّ تمييع إضافي حول مسألة نزع سلاح “الحزب” أو غيره من الميليشيات المسلحة.

كتبت إليونور اسطفان لـ”هنا لبنان”:

مرةً جديدةً، يُطلّ علينا وزير في حكومة القاضي نوّاف سلام ليُفرغ جوهر السيادة من معناها، وهذه المرّة عبر تصريح مفاجئ لوزير الثقافة غسان سلامة.

فسلامة، الذي يُفترض أن يكون حارسًا على الهوية الوطنية والثقافية، اختار أن يلعب دور المبرّر السياسي، حيث عمد إلى تمييع مسألة نزع سلاح “حزب الله” عبر ربطها بسياقات إنشائية ومواقف “مفهومة” من وجهة نظره، وكأنّ سلاح “الحزب” مسألة تحتمل النقاش، وليس خرقًا واضحًا للدستور اللبناني ومبدأ حصرية السلاح بيد الدولة.

الأخطر في كلام سلامة أنّه ربط ضرورة نزع سلاح “حزب الله” بمواد دستورية وقانونية تعترف بضرورة فرض سيادة الدولة، إلّا أنه وقع في فخ المواربة عندما تحدّث عن كيفية تنفيذ هذا المطلب، فبدلًا من أن يكون حديثه حازمًا في تأكيد ضرورة تنفيذ ما ينصّ عليه اتفاق الطائف، والدستور اللبناني، والقرارات الدولية، سعى إلى إغراق المسألة في تعبيرات غير حاسمة تُخفي وراءها تردّدًا في تطبيق المبادئ الأساسية للسيادة الوطنية.

هذه التصريحات تُعيدنا إلى مواقف نائب رئيس الوزراء طارق متري، الذي سبق له أن استخدم اللغة الرّمادية عينها حين حاول تبرير وجود سلاح غير شرعي خارج سلطة الدولة. فهو كان قد أكد أنّ “الجيش بحاجة إلى تجهيز قبل أن يتمكّن من نزع السلاح”، وهو ما يناقض تمامًا مع ما يجب أن يكون الموقف الحاسم من أي مسؤول لبناني: لا سيادة من دون احتكار السلاح بيد الدولة، ولا دولة إذا ما بقي السلاح خارج سيطرتها.

إعادة إنتاج هذا الخطاب من قبل سلامة، في ظلّ الظروف الراهنة، لا يخفّف من العبء الذي يحمله لبنان، بل يعزّز الانقسام ويضعف قدرة الدولة على فرض سيادتها، وبالتالي إذا كانت الحكومة اللبنانية جادةً فعلًا في استعادة سيادتها وتنفيذ التزاماتها الداخلية والخارجية، فإنه لا مجال لأيّ تمييع إضافي حول مسألة نزع سلاح “حزب الله” أو غيره من الميليشيات المسلحة.

كما ّأن الوضع في لبنان أصبح أكثر من مجرّد مسألة سيادة، إنّه معركة على هوية الدولة نفسِها، فلا يمكن للحكومة أن تظلّ صامتةً أو مترددةً أمام سلاحٍ يشكّل تهديدًا للكيان اللبناني برمته، وعليها أن تتّخذ موقفًا حازمًا للخروج من هذا المأزق.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us