الرئيس عون يختتم زيارته للدوحة: دعم متجدد للبنان واستعداد لمساندة الجيش والطاقة

في إطار زيارة رسمية إلى دولة قطر، أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون سلسلة لقاءات رسمية تمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم لبنان في مجالات حيوية أبرزها الاقتصاد والطاقة والجيش، وذلك وسط ترحيب قطري واضح باستقرار لبنان واستعداده لمساندته في هذه المرحلة الدقيقة.
وفي تفاصيل الزيارة، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، محادثات رسمية مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور أعضاء الوفدين اللبناني والقطري.
وشارك في المحادثات عن الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الديوان الأميري السيد عبدالله بن محمد الخليفي، وزير الدولة في وزارة الخارجية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في الديوان الأميري الدكتور سعد بن ناصر الكعبي، سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية نايف بن عبدالله العمادي، رئيس قسم العلاقات الخارجية في مكتب رئيس الديوان الأميري حمد بن محمد الخليفي، والشيخ حمد بن ناصر آل ثاني من مكتب رئيس الديوان الأميري.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفيرة لبنان في قطر السيدة فرح بري، مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، المستشار الخاص العميد اندريه رحال، المستشار السياسي جان عزيز، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد الركن بسام الحلو والمستشارة الإعلامية نجاة شرف الدين ومدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
التعاون الثنائي وتفعيل الدعم للبنان
في مستهل الاجتماع الموسع رحب الامير تميم بالرئيس عون مشيداً بأهمية هذه الزيارة لتطوير العلاقات اللبنانية -القطرية لاسيما في الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.
من جهته، ثمّن الرئيس عون للامير تميم الدعم الذي قدمته وتقدمه دولة قطر للبنان خصوصاً لناحية المساعدات للجيش اللبناني، معبراً عن امتنان اللبنانيين الكبير لهذه المساعدات التي أتت في ظل الظروف الصعبة.
الوضع الأمني والجنوب اللبناني في صلب البحث
ثم استعرض الأمير تميم تاريخ العلاقات المتينة بين لبنان وقطر منذ الستينات، مشدداً على استمرار هذا المسار الايجابي حتى اليوم والحضور القطري المتواصل في لبنان.
وقال الأمير : “نرى الآن فرصة للاستقرار في لبنان وهناك عوامل عديدة داخية وخارجية من الممكن أن تساعد على تحقيق ذلك يجب استثمارها لما فيه مصلحة لبنان وشعبه”. وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم ما يحتاجه لبنان لافتاً إلى أنها بادرت في أكثر من مجال ويمكن أن يحدد لبنان حاجاته لتتمكن قطر من المساعدة في مختلف القطاعات.
وأضاف: “مع وجود الرئيس عون والحكومة الجديدة من الممكن التنسيق وتفعيل العمل في مجالات عدة.”
بدوره، شكر الرئيس عون الأمير تميم على عاطفته، وأكد أن هناك بالفعل فرصة كبيرة ولبنان يعوّل على الدول العربية والخليجية خصوصاً للمساعدة وللعودة الى لبنان بعد انقطاع نتيجة الظروف التي كانت سائدة. ولفت الأمير تميم إلى أن بلاده جاهزة للمساعدة، لا سيما في مجالات الطاقة والكهرباء، وغيرها مما يحتاجه لبنان مشيراً إلى استعداد قطر للمساعدة حتى في الأمور والحاجات التي لم يعلن عنها سابقاً.
وشدد الأمير تميم على أهمية دور الجيش اللبناني معتبراً أنه المؤسسة الوطنية الجامعة التي يتحد حولها اللبنانيون وتحظى بمحبتهم جميعاً ولا بد من دعمها لتتحمل مسؤوليتها على أكثر من صعيد.
وعرض الرئيس عون خلال المحادثات بعض حاجات الجيش في الوقت الحالي لإعادة تجهيزه وتطويره.
ثم تطرق الحديث إلى الوضع في الداخل اللبناني والتطورات الأخيرة في الجنوب، حيث اكد الرئيس عون في هذا السياق ان الجيش يقوم بدوره كاملاً في الجنوب وكافة المناطق التي انسحب منها الاسرائيليون ولكن بقاءهم في بعض التلال يعرقل انتشار الجيش اللبناني واستكمال مهامه.
وقال:” ان الجيش يصادر الاسلحة التي يعثر عليها في الانفاق والمخابئ وغيرها من المواقع وهناك اتصالات تجرى لمعالجة موضوع السلاح انطلاقاً من الموقف الرسمي اللبناني القاضي بحصريته بيد الجيش ومختلف الاجهزة الامنية، لاسيما ان الجيش يقوم بواجباته كاملة في مختلف المناطق اللبنانية.”
كما تناول البحث ايضاً موضوع العلاقات اللبنانية-السورية، فكان تأكيد على ضرورة المحافظة على الاستقرار على طول الحدود المشتركة والتنسيق بين البلدين. وعرض الرئيس عون للأمير تميم اجواء الاتصالات الاخيرة التي تمت بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري والتنسيق القائم في هذا المجال، لافتاً الى زيارة رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام الاخيرة الى سوريا ونقاط البحث التي دارت خلال لقاءاته هناك.
وشدد الامير تميم للرئيس عون على اهمية المحافظة على الاستقرار في الداخل اللبناني والحؤول دون حصول أي انتكاسة تؤثر على السلم الأهلي.
وفي الختام، تم استعراض آليات تفعيل العلاقات اللبنانية-القطرية وتعزيزها في كافة المجالات. وأوضح الأمير تميم انه يتابع الاوضاع في لبنان مجدداً استعداد بلاده لمساعدته في كل ما يحتاجه لتحقيق عملية النهوض ودعم مسيرة الاستقرار والاصلاح واعادة الاعمار.
خلوة ثنائية ومأدبة رسمية
وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقد الأمير تميم والرئيس عون خلوة تم خلالها استكمال البحث في المواضيع التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين .ثم أقام أمير قطر مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية والوفد اللبناني المرافق.
وكان الأمير تميم قد استقبل الرئيس عون لدى وصوله عند مدخل الديوان الاميري، وتوجها معاً نحو منصة خاصة، حيث بدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين اللبناني والقطري، ثم استعرضا ثلة من الحرس الاميري قبل ان ينتقلا الى مدخل الديوان، حيث صافح الرئيس عون وفد المستقبلين الرسميين، كما صافح امير قطر الوفد اللبناني المرافق.