أظهر اهتمامًا خاصًّا بلبنان ووقع “وثيقة الأخوة الإنسانية”.. محطات في حياة البابا فرنسيس!

بعد معاناة مع المرض، خلد البابا فرنسيس إلى الراحة الأبدية إلى جانب الرب، بعدما كان قد حيّا المحبّين والمصلّين في عيد الفصح وبشّر بالقيامة متمنياً الخير والسلام وإنهاء الحروب.
وأعلن صاحب النيافة الكاردينال فاريل، ببالغ الحزن، وفاة البابا فرنسيس بهذه الكلمات:
“أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن يجب أن أعلن وفاة أبينا البابا فرنسيس. في الساعة 7:35 من صباح هذا اليوم، عاد أسقف روما، فرنسيس، إلى بيت الآب. لقد كرس حياته بالكامل لخدمة الرب وكنيسته. علمنا كيف نعيش قيم الإنجيل بإخلاص وشجاعة ومحبة شاملة، وخاصة لصالح الفقراء والمهمشين. وبامتنان عميق لمثاله كونه تلميذًا حقيقيًا للرب يسوع، نوكل روح البابا فرنسيس إلى محبة الله الرحيمة اللامتناهية، الإله الواحد والثالوث”.
البابا فرنسيس.. المحب لـ”لبنان”
منذ تولّي البابا فرنسيس السدّة البابوية في 2013، أظهر اهتمامًا خاصًّا بلبنان، البلد الذي يحمل تاريخًا روحيًّا وثقافيًّا غنيًّا في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادّة، ظلّ الفاتيكان بقيادة البابا داعمًا لاستقراره ووحدته، مؤكّدًا أنّ لبنان ليس مجرّد وطن، بل “رسالة” للعالم، “رسالة” للتعدّدية الدّينية، مشدّدًا على العيش المشترك وعلى هذا النموذج الفريد في مواجهة التحدّيات السياسية والطائفية. وقد عبّر، مرات عدّة، عن قلقه من الوضع المتدهور في البلاد، داعيًّا السياسيين إلى تقديم المصلحة العامّة على المصالح الضيّقة والفردية والعمل على “إصلاحات حقيقيّة” بدلاً من الوعود الفارغة، محذّرًا من أن الفساد والصراعات السياسية قد تهدّد استقرار البلاد.
وفي عام 2021، نظّم الفاتيكان يومًا خاصًا للصلاة من أجل لبنان، حيث جمع قادة الطوائف المسيحية اللبنانية في الفاتيكان للتأمّل في مستقبل البلاد. كما أرسل مساعدات إنسانيّة عاجلة بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020، حيث وصف هذا الانفجار بأنّه “كارثة فادحة”، معبِّرًا عن تضامنه العميق مع الشعب اللبناني، وداعيًا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في محنته.
لقد كانت للبنان حصّة كبيرة في خطابات ومبادرات البابا فرنسيس، حيث شدّد على أنّ لبنان، على الرّغم من الأزمات، يبقى “أرضًا للرّجاء”. كما أنّ مواقف البابا فرنسيس تجاه لبنان عكست اهتمامًا عميقًا، إذ رأى في هذا البلد نموذجًا يجب الحفاظ عليه.
وعلى الرَّغم من تأجيل زيارته للبنان في 2022 بسبب ظروفه الصحية والأزمة اللبنانية، أكّد البابا في مناسبات عديدة رغبته في زيارة لبنان قريبًا.
وفي رسالته الميلادية عام 2023، دعا البابا اللبنانيين إلى التمسّك بالأمل وعدم الاستسلام، مؤكّدًا دعم الفاتيكان المستمر للبنان في ظلّ الظروف الصعبة حيث أرسل مساعدات إنسانية عاجلة عبر الفاتيكان، وأوفد الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت كعلامة على التضامن.
لا شكّ أن علاقة البابا فرنسيس بلبنان تتجاوز المواقف الديبلوماسية، فهي علاقة مبنية على رؤية روحية وإنسانية ترى في لبنان أكثر من مجرّد وطن، بل رسالة محورية في عالم يزداد انقسامًا.
زياراته للعالم العربي
في شباط العام 2019، زار البابا فرنسيس الإمارات، ليصبح أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية.
وخلال زيارته، وقّع مع شيخ الأزهر أحمد الطيب “وثيقة الأخوة الإنسانية”، التي دعت إلى تعزيز السلام والحوار بين الأديان.
كما زار البابا العراق في آذار 2021 والتقى بالسيد علي السيستاني في منزله بالنجف، في لقاء تاريخي هو الأول بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وأعلى مرجعية شيعية في العراق.
مواضيع ذات صلة :
![]() بالفيديو والصورة – تنكيس العلم في قصر بعبدا حداداً على وفاة قداسة البابا فرنسيس | ![]() ميلوني في وفاة البابا فرنسيس: رجل عظيم رحل | ![]() الأرجنتين تعلن الحداد أسبوعًا على وفاة البابا |