عودة: القيامة دعوة لعبور نحو الحياة بالمسيح

لبنان 21 نيسان, 2025

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة قداس اثنين الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد من المؤمنين. في نهاية القداس، تلي المقطع الإنجيلي بعدة لغات.

وأكد أن “«المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور. يعتقد معظم الناس أن قيامة الرب يسوع من بين الأموات هي نهاية مرحلة في حياتنا المسيحية. غير أن القيامة هي بداية لحياتنا معه، إنها نقطة العبور، وهذا معنى كلمة «فصح» باللغة العبرية، العبور من سلطة الموت في حياتنا إلى سلطة الحياة التي هي المسيح نفسه. القيامة عبور من نير الخطيئة المؤدية إلى الموت، إلى نير البر، أي العيش وفق وصايا الله، الذي يؤدي إلى الحياة (راجع رو 6). ولكي تفهم الأمم جميعا كيفية العيش القيامي البهج، نعيد اليوم، في إثنين الفصح، المدعو إثنين الباعوث، لانبعاث البشرى الخلاصية نحو الجميع، بكل لغاتهم، كي لا تبقى لدى أحد حجة كي لا يعمل من أجل خلاص نفسه وقيامها من خطاياها”.

وأضاف: “في القديم كانت فترة الصوم الكبير مخصصة لإعداد الموعوظين المزمعين أن ينالوا سر المعمودية يوم سبت النور. أن يعتمد الإنسان يعني أن يلبس المسيح فيصير مثله ويحيا حياته متشبها به، وسائرا على خطاه وصولا إلى الموت، ولكن ليس القيامة، لأن قيامة المسيح هي النهاية. نحن لا نقوم الآن مع المسيح، لكننا نشترك بقيامته ونتمتع بمفاعيلها التي هي الحياة بالمسيح، على رجاء أن يقيمنا معه في اليوم الأخير. هذا ما يقوله الرسول بولس في رسالة المعمودية، حيث نقرأ: «أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته؟ فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة…» (رو 6: 2-11).

وتابع: “إذا كان عيد الفصح للمعمدين حديثا هو بدء مسيرة حياتهم في المسيح، فإن أسبوع التجديدات كله، الذي يبدأ اليوم بانبعاث بشرى القيامة لكل العالم، هو تذكير للمعمدين سابقا بما تعهدوا به يوم معموديتهم معلنين إيمانهم بالمسيح ورفضهم للشيطان الذي قد يجعلنا نشك بالرب وقيامته، ونطلب أن نضع إصبعنا في الجرح كي نتأكد، بعدما سبق للرسول توما أن فعل ذلك مؤكدا لنا الخبر اليقين. إذا، الفصح ليس تجديدا للمعمودية، لأن المعمودية هي الجدة بذاتها، إنما هو دعوة لنا كي نعود إلى السلوك في الطريق الذي رسمه لنا الرب يسوع، والذي سلكه هو نفسه. إنه طريق الطاعة لله الآب، الذي أدى بالرب يسوع إلى أن يموت موت الصليب (في 2: 8-9).

وقال: “تقترن القيامة، في عقول الناس، بالفرح بقيامة الرب من بين الأموات، التي نحن مدعوون للإشتراك فيها. سلوكنا في هذه الحياة سيحدد نوع القيامة التي ستواجهنا في اليوم الأخير. فإذا كنا نسلك بحسب وصايا الله التي اختصرها لنا الرب بوصية المحبة (مت 22: 40)، ونعمل الصالحات التي وضعها لنا الرب لنسلك فيها (أف 2: 10)، فإننا سنقوم إلى قيامة حياة. أما إذا عملنا السيئات، فسنقوم إلى قيامة دينونة (يو 5: 29).

وختم: “حمل لنا يوحنا المعمدان في إنجيل اليوم البشارة بمن هو أعظم منه، الذي عمد الخليقة بدمه على الصليب ماحيا الآثام ومانحا الحياة الأبدية، لذا علينا أن نحافظ على لباس معموديتنا أبيض نقيا لنكون أهلا لقيامة الحياة في اليوم الأخير. هذه دعوتنا اليوم، أن ننطلق مجددا، ونشارك في الحياة التي منحنا إياها الله، حياة الرب يسوع القائم من بين الأموات، سالكين كما علمنا الرب بأفعاله النابعة من محبته العظمى”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us