الجنوب بين التصعيد الميداني والضغوط السياسية… وملف سلاح “الحزب” في الواجهة

يسود الجنوب اللبناني حالةً من الترقب الحذر مع تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية اليومية، وسط أجواء مشحونة بالنقاشات السياسية والإعلامية حول ضرورة سحب سلاح “حزب الله”.
وصباح اليوم، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مزرعة دواجن بين بلدتي حلتا ووادي خنسا في قضاء حاصبيا، ما أدى إلى استشهاد صاحب المزرعة أثناء عمله فيها.
كما يواصل الطيران الإسرائيلي تحليقه على علو منخفض فوق مناطق بعلبك والبقاع الشمالي.
حادثة اعتراض دورية “اليونيفيل”
في سياق آخر، أقدم شابان من بلدة طيردبا، كانا يستقلان دراجة نارية، على اعتراض طريق دورية مؤللة تابعة لقوات “اليونيفيل” أثناء مرورها في أحد شوارع البلدة، ما اضطر الدورية إلى التراجع ومغادرة المكان. وانتشر مقطع فيديو يُظهر الشابيْن، حيث كان أحدهما يصرخ قائلًا: “ممنوع دخولهم من دون الجيش اللبناني”.
وعلّقت نائبة الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل”، كانديس آرديل، على الحادثة مشيرة إلى أن “جنود حفظ السلام تعرضوا للاعتراض مرتين بالقرب من طيردبا، وتمكنوا من مواصلة دوريتهم بعد سلوك طريق بديل”، مشددة على أن “أي تدخل في أداء القوات يتعارض مع التزامات لبنان بالقرار 1701”.
الخيار الدبلوماسي لتفادي الحرب
رأى مرجع رئاسي سابق، في حديث لـ”الأنباء” الكويتية، أن لبنان، بعد حروب مريرة وأثمان باهظة، بلغ لحظة وعي جماعي تفرض مراجعةً شاملةً للخيارات المعتمدة في مقاربة أزماته. وأكّد أن الخطاب الرسمي عاد ليركز على الحل الدبلوماسي كخيار وحيد متاح، بعيدًا عن منطق الحروب التي لم تكن يومًا مدخلًا إلى الاستقرار.
وأشار إلى أن “العمل الدبلوماسي، على الرغم من بطئه، يقوم على بناء الثقة وتحقيق التفاهمات البعيدة عن الأضواء، ويشكّل اليوم ركيزةً لتحصين لبنان أمنيًا واقتصاديًا، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة”.
وشدد المرجع على أهمية التلازم بين الدبلوماسية الفعالة والأمن الداخلي الصلب كأساس لأي نهوض اقتصادي، معتبرًا أن “الأمن ليس ترفًا بل شرط بنيوي للاستقرار، وكذلك وجود قضاء مستقل يعيد الثقة بين الدولة ومواطنيها”.
ملف السلاح: بين التصعيد والضغوط
على صعيد ملف السلاح، بقيت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري محطّ متابعة، حيث تماهى مع موقف “حزب الله” في مقاربة هذا الملف الحساس.
وعلّقت مصادر سياسية عبر “نداء الوطن”، معتبرةً أن موقف بري “ليس مستغربًا”، وأشارت إلى أن “الثنائي الشيعي” يشترط انسحاب إسرائيل ووقف الاعتداءات قبل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، مع محاولة استخدام ملف السلاح كورقة تفاوضية.
ورأت المصادر أن الحزب والحركة يصعّدان بخطابيْهما في ظلّ المفاوضات الأميركية – الإيرانية، سعيًا لتعديل موازين التفاوض، لكن الواقع يشير إلى أنّ الأميركيين لا ينوون قبول أي وجود فاعل لحلفاء طهران في المنطقة.
في هذا الإطار، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بوعاصي، في حديث إلى “الأنباء”، تمسّك “القوات اللبنانية” بضرورة وضع خطة زمنية لسحب سلاح “حزب الله” وكل سلاح غير شرعي، التزامًا بالدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية وخطاب القسَم والبيان الوزاري.
وأشار بوعاصي إلى أن “حصر السلاح بيد الدولة” يشكل ركيزةً سياديةً لا يمكن التراجع عنها، وشرطًا أساسيًا لاستعادة الاستقرار الكامل على الأراضي اللبنانية.
مواضيع ذات صلة :
![]() بعد اعتراض طريق دورية لها في الجنوب… “اليونيفيل” ترد! | ![]() تجمع أصحاب المؤسسات في الجنوب يطالب بتعديل قانون الإيجارات | ![]() دعم مالي للجيش: لتعزيز انتشار الوحدات العسكريّة في الجنوب |