هل ستتخلّى واشنطن عن المنطقة؟
كتبت بسكال الديب في موقع mtv:
أصبحت الولايات المتحدة الأميركية، مع حلول العام 2000، أهم أكبر منتج للغاز في العالم. إحتلت المرتبة الاولى قبل روسيا. كما تقدمت على كل من المملكة العربية السعودية وروسيا في إنتاج البترول، في وقت لم يؤمن كل من أوروبا والصين واليابان سوى نصف إحتياجاتهم النفطية.
أعطى هذا الأمر الولايات المتحدة الأميركية عناصر قوة جيوسياسية وجغرافية وإقتصادية هائلة، طارحاً السؤال حول أهمية المنطقة مستقبلياً في السياسة الخارجية الأميركية.
يرى المتخصصون أنه لا يمكن تحديد مدى إستدامة إنتاج الطاقة الأميركية. كما أن هذا الإنتاج المحلي لا يمكن أن يلبي الحاجة الأميركية لكافة أنواع المنتجات النفطية. لذا، ستبقى عملية إستيراد هذه المواد أساسية بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً من الشرق الأوسط والخليج.
بالرغم من أن مشهد التوجه نحو آسيا أصبح واضحاً في السياسة الخارجية الأميركية، ستظل المنطقة مهمة في الأجندة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية. سيكون للولايات المتحدة المصلحة في الحفاظ على إستقرار الأسواق العالمية للطاقة وعلى أمن وإستقرار الخليج. إضافة الى ذلك، سيكون عليها الحفاظ على العلاقات مع الدول المنتجة كالمملكة العربية السعودية والعراق والعمل على إستمرار تدفق النفط من الدول الأكثر إنتاجاً لهذه الطاقة في المنطقة.
كما أن صعود الصين في المنطقة سيشكل سبباً إضافيا يحتم على الولايات المتحدة تمكين سياستها في الشرق الأوسط للحفاظ على مصالحها الحيوية. فرغم إعتراف أميركا بالصين كقوة إقتصادية عالمية، هي ترفض الإعتراف بها كقوة سياسية تهدّد نفوذها ومصالحها.
هذا السيناريو يمكن أن يعيد المشهد الشرق الأوسطي مستقبليّاً الى ما كان عليه خلال سنوات الـ50، أي الى بداية حقبة الحرب الباردة. لذا، من المتوقع تراجع التدخل العسكري الأميركي المباشر مع إبقاء القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة والعمل على إدارة المصالح الغربية – الأميركية بطريقة غير مباشرة.
هذا الأمر سيحمل الولايات المتحدة، بعد تأمين الأمن الإسرائيلي من خلال الإتفاقيات مع العرب والعمل على تقليص العقد مع الإيرانيين، الى إبرام الإتفاقيات الأمنية وتمكين العلاقات مع الدول الحليفة في المنطقة.
مواضيع ذات صلة :
المبعوث الأميركي للشرق الأوسط يزور السعودية.. ما علاقة لبنان؟ | صواريخ تضرب نهاريا وسقوط إصابات (فيديو) | “هنا لبنان” يكشف مزيدًا من كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل |