“هزّ ما في”!
كتب داني حداد في موقع mtv:
انقسمت الآراء داخل اللجنة الوزاريّة الخاصة بفيروس كورونا، فرُفعت التوصيات الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي صوّت لصالحها. ثمّ أُرسلت التوصيات الى وزير الداخليّة والبلديات للتنفيذ، علماً أنّ الوزير محمد فهمي كان معارضاً لها.
يدفع اللبنانيّون ثمن سوء إدارة لبنان الرسمي لملف كورونا. حين كانت تصدر قرارات إقفال المناطق، وهي كانت فاشلة، كانت تحذَف أسماء بلدات بالواسطة. الإرباك في السابق، وسوء التعامل مع الفيروس والتراخي في فرض الإجراءات الوقائيّة، التي تكاد تكون محصورة في مناطق معيّنة، أوصلنا الى ما نحن عليه. وأوصلنا، خصوصاً، الى واقعٍ مدمّر للمطاعم والمقاهي والملاهي التي سيجد قسمٌ منها نفسه مرغماً على الإقفال نهائيّاً في ختام السنة.
واقعٌ أليم يُظهر لنا، مرّةً جديدة، أنّ الاعتماد يبقى في لبنان على المبادرات الفرديّة للقطاع الخاص. مشكورة نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري على إطلاقها السبت مبادرة “بيروت مدينة للحياة”. ومشكورة الجمعيّات التي تساعد في المناطق المتضررة من انفجار المرفأ، وبعضها تولّى تزيين الشوارع وإقامة النشاطات الميلاديّة، بينما تغيب المبادرات الرسميّة، ويقصّر بعض البلديات.
ولكنّ الغريب، في القرار “الكوروني” الذي صدر أمس، هو منع الرقص، ما أثار استهجاناً كبيراً في بلدٍ بات فيه الرقص وسيلة تنفيس عن احتقانٍ وضغوط، علّه يخفّف من ارتفاع نسبة مستخدمي أدوية الأعصاب التي ارتفعت أخيراً، تماماً كما ارتفعت نسبة العنف المنزلي.
لذا، سنكتفي، حتى إشعارٍ آخر، بالتفرّج على السياسيّين وهم يرقصون فوق دماء ضحايا الانفجار، دفاعاً عن طائفيّتهم المقيتة التي تضمن استمراريّتهم السياسيّة. ونتذكّر، في نزل التعاسة الذي نقيم فيه، مسرحيّة “نزل السرور” لزياد الرحباني: “الليلة هزّ ما في… البلد كلّها مهزوزة”.
مواضيع ذات صلة :
نقابة أصحاب المطاعم: مبادرة قريبة للحفاظ على سمعة القطاع | الإقفالُ العام… مصيرُ المطاعم في لبنان؟ |