باسيل “القومي” مع بشير!
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان” :
تشكّل علاقة رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع الحزب السوري القومي الاجتماعي أصدق مثال على أسلوب عمل باسيل السياسي.
حين صدر الحكم باغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، فاجأ باسيل الجميع بحضوره الاحتفال في ساحة ساسين. موقف تلقّفه كثيرون بإيجابيّة، في زمن المصالحة المسيحيّة. ولكن، بعد أشهر قليلة، كان باسيل يتحالف مع “القومي” ويضمّ مرشّحين له الى لوائح “التيّار”، في مواجهة شريكه في المصالحة.
وفي الأمس، كانت نائبة باسيل، وصفة “النائبة” تحمل معنَيين هنا، مي خريش حاضرة في مهرجان “القومي” في شارع الحمرا، ولعلّها، ولو انتمت الى “لبنان القوي”، لم تنزعج ممّا شاهدته وسمعته في المهرجان.
وكي لا “يقطف” سمير جعجع ما حدث، سارع باسيل الى التغريد ضدّ الهتافات التي أطلقت في مهرجان شارع الحمرا، ولكنّه لن يتأخر عن إرسال ممثّل عنه الى مهرجانٍ آخر لـ “القومي”، ولو أنّنا ننصحه، في المرة المقبلة، بأن يرسل نائبه الآخر منصور فاضل، لأن “هيك مهرجانات بدها هيك تمثيل”.
هذا هو جبران باسيل، يفعل الأمر ونقيضه. يتحالف مع حزب الله ولا يمانع بعقد سلام مع إسرائيل. يدافع عن حقوق المسيحيّين ثمّ يكون سبباً رئيساً في تهجيرهم. يعتمد على مصارف لرعاية مهرجانه “بترونيّات” ثمّ يتّهم هذه المصارف بسرقة أموال اللبنانيّين. يطالب بدولة مدنيّة ثمّ يتحالف مع الجماعة الإسلاميّة في الانتخابات النيابيّة.
يفعل جبران باسيل إذاً الشيء ونقيضه. لا هو تأثّر بالهتاف عن “تطيير رأس بشير”، ولا سيحزن إن “طار رأس سمير”. ومن المؤكد أنّه لن يتأخر في التحالف مع “القومي” في الانتخابات النيابيّة المقبلة.
كي نصدّق باسيل، عليه أن يفعل ما هو أكثر من التغريد. قديماً، قال نائبٌ من على منبر المجلس النيابي: “يا طالب الدبس من طيز النمس”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |