الرياشي وليرة الضاهر: “السلّة” بسمنة والمونديال بزيت؟

أخبار بارزة, لبنان 15 كانون الأول, 2020

أسوأ ما يعيق مكافحة الفساد هو مكافحته بشكلٍ سيء، ما يضمن تمدّده وتعزيز قوّته. مناسبة الكلام هو المزج بين الفاسدين وغير الفاسدين، في طبقٍ واحد يقدّمه بعض الإعلام الى المشاهدين، وبعضهم يميّز فينجو من خدعة التلاعب، وبعضهم يقع في الخطأ ويصدّق.

من أجل الفئة الثانية، وكي لا يصدّق أحدٌ أنّ ما حُكي عنه كان حقيقة، اختار الوزير السابق ملحم الرياشي أن يدّعي على رئيس مجلس إدارة LBCI بيار الضاهر، بعد عرض تقرير عن الرياشي له صلة بحصول لبنان على حقّ عرض مباريات مونديال ٢٠١٨ الكروي عبر شاشة تلفزيون لبنان، ثمّ عرض فيديو يظهر فيه الرياشي مع شخصيّاتٍ أخرى متّهمة بالفساد. علماً أنّ القرار “المونديالي” لم يتّخذه الرياشي بل لجنة وزاريّة.
حين يتحوّل الإعلام الى قضاء، يُصدر الاتّهامات ويحاكِم، يستحقّ أن يغيّر الرياشي عادته ومبادئه ليدّعي على الفاعل… الضاهر.
ولم ينزعج الرياشي فقط من تصنيفه، في الفيديو، في خانة الفاسدين، بل من إرفاق صورته بـ “لوغو” تلفزيون لبنان. قال في الأمس، من أمام قصر العدل: “شو مفكريني أبو سليم”.
لكنّ السليم هو ألا تصبح اتهامات الفساد على طريقة ٦ و٦ مكرّر، حتى يُقال إنّ الفاسدين في الأحزاب كلّها، ولو أنّ الفساد الذي ألصق بالرياشي هو اتّهامه بدفع بدل نقل مباريات المونديال من حسابَي شركتَي الخلوي، على سبيل الرعاية. وهو الأمر نفسه الذي يفعله الضاهر، كما قال الرياشي أيضاً، عبر تمويل نقل مباريات كرة السلة اللبنانيّة من خلال أحدى شركتَي الخلوي، وبملايين الدولارات. فهل “السلّة” بسمنة والمونديال بزيت؟

من المؤكد إذاً أنّ الرياشي سيربح الدعوى، ومعها ليرة لبنانيّة طلبها كتعويض. ولكن، ما نخشاه أن يخسر اللبنانيّون معركة محاربة الفساد عبر التلهّي بأموال المونديال المشروعة، والإغفال عن أهداف الصفقات التي تسجَّل في مرمى الدولة المشرَّع.

mtv

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us