سكان اليابان الأصليين ورحلة معاناتهم من الاضطهاد حتى الاعتراف بهم….
المصدر :BBC
الآينو وهم سكان اليابان الأصليين قبل وفود أسلاف اليابانيين من البر الصيني. وقد تراجع وجودهم في مختلف الجزر اليابانية باستثناء جزيرة ‘هوكايدو ‘حيث لا يزال تأثيرهم باقي فيها حتى الآن. يتميز الآينو بأجساد أكثر طولا وضخامة من اليابانيين كما يتميزون بكثرة الشعر بأجسادهم مقارنة بالعرق الياباني، للآينو معتقدات خاصة بهم تتمثل بتقديسهم لحيوان “الدب”بشكل خاص، حيث يتم التضحية به إرضاء لآلهتهم. يبلغ عدد الآينو الموجودين حاليا حوالي 150 ألف نسمة .
وطالما أثار شعب الآينو اهتمام علماء الإنسانيات لتميزهم الثقافي واللغوي واختلاف هويتهم، إلا أنهم كثيرا ما تعرضوا للاضطهاد والتهميش الممنهجين من قبل السلطات الحاكمة في اليابان لقرون. وكان شعب الآينو، شأنه كشأن الكثير من الشعوب الأصلية حول العالم، يعيش على الصيد البري والبحري والبحث عن الغذاء في البرية.
وكان أكثر أفراد الآينو يعيشون بمحاذاة الساحل الجنوبي الدافئ لجزيرة هوكايدو ويتبادلون السلع مع اليابانيين. لكن تاريخ شعب الآينو مليئ بصور المعاناة.
ففي عهد الإمبراطور ميجي قبل نحو 150 عاما، احتلت اليابان جزيرة هوكايدو وبدأ سكان البر الرئيسي الياباني يهاجرون إلى الجزيرة، وتعرض شعب الآينو لممارسات تمييزية، كان أبرزها الترحيل الإجباري من أراضيهم .وأجبر شعب الآينو على الزراعة، بعدما منعوا من صيد الأسماك في الأنهار أو الغزلان في البرية. وأرغم أفراد شعب الآينو على اتخاذ أسماء يابانية وتحدث اللغة اليابانية وجردوا من ثقافتهم ومنعوا من ممارسة عاداتهم.وتعرض شعب الآينو لممارسات أخرى شنيعة، كان أبرزها أن الباحثين اليابانيين اعتادوا نبش قبورهم من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الستينيات من القرن الماضي، وجمعوا كميات كبيرة من بقايا جثامين أجداد الآينو لدراستها، ولم يعيدوا العظام التي أخذوها قط.
غير أن أوضاع الآينو شهدت تحسنا ملحوظا مؤخرا، ففي 2019، اعترفت الحكومة اليابانية رسميا بشعب الآينو كسكان أصليين لليابان، بعد سنوات طويلة من التشاور والنقاش، وأسفر ذلك عن تقدير لثقافة الآينو واعتزاز بلغتهم وإرثهم.
كما أنشأت الحكومة اليابانية مجمعا جديدا في هوكايدو، لإبراز أوجه ثقافة شعب الآينو. ويضم المجمع متحفا وطنيا لحضارة الآينو ومتنزها وطنيا ومبنى تذكاريا.