تشلسي تربّع على عرش أوروبا ..عاصمة إنكلترا تلبس الأزرق وانتظار السيتي طال

رياضة 30 أيار, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

ما أشبه الأمس باليوم، تسع سنوات بالتمام والكمال مذ أحرز تشلسي أول دوري أبطال أوروبا والأمور متشابهة في الكثير من النواحي، فالفريق استبدل مدربه في وسط الموسم يومها واليوم ولم يكن مرشحًا للفوز حينها وكذلك الأمر الآن ونفس الئيس كان موجودًا قي ال 2012 وال 2021، حتى أرقام سنوات الفوز بأول وثاني بطولة متشابهان. لكن ثمة أمر رئيسي تغير نوعًا ما منذ ذلك التاريخ، ففي ال 2012 كان تشلسي يضم كوكبة من اللاعبين النجوم كفرانك لامبارد وجون تيري والحارس التشيكي بيتر تشيك والمهاجم الإسباني فرناندو توريس والنفاثة البرازيلي راميريس وغيرهم، وأتى تغيير المدرب البرتغالي أندريه فياش بواش في وسط الموسم والإتيان بالإيطالي روبرتو دي ماتيو ليتمكن النجوم من مساعدة المدرب الشاب برفع أول دوري أبطال أوروبا لتشلسي، بينما قل عدد نجوم الفريق في ال 2021 مقارنة بباقي فرق النخبة ولكن رحيل المدرب السابق وإبن النادي فرانك لامبارد والإستعانة بخجمات المدرب الألماني المحنك توماس توخيل جلب النصر للفريق اللندني لتكتسي العاصمة الإنكليزية برداء الفريق الأزرق وتعود بطولة الأندية الأبرز إلى انكلترا بعد أن غادرتها سنة وحطت رحالها في ألمانيا عند الفريق البافاري بايرن ميونيخ.

ويمكن القول بكل ثقة أن كلمة “عقدة” لم تعد كافية لتبين مدى معاناة المدرب الإسباني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا أمام تشلسي منذ وصول توخيل على رأس الأزرق. ثلاث مباريات كانت محصلتها ثلاث خسائر متتالية للسيتي، واحدة في الدوري وواحدة في كأس الرابطة والأخيرة أتت على قمة أوروبا ليكرس توخيل نفسه “معضلة” لفريق مانشستر الثاني. فلا أسلوب الضغط المتواصل الذي يميز غوارديولا عن غيره ولا التشكيلة الهجومية التي اعتمدها خلال المباراة من الوسط إلى الأمام ولا إدخال هداف الفريق التاريخي سيرجيو أغويرو في آخر مباراة له مع الفريق شفعت أو نفعت. تصوروا أن كل هذه الترسانة الهجومية لم تنجح في تسديد كرة واحدة باتجاه المرمى بعد أن تلقى السيتيزنز هدف اللقاء الوحيد لتشلسي والوحيد للألماني كاي هافرتز في دوري الأبطال هذا الموسم والذي عرف كيف يصعد بمستوى أدائه بعد بداية خجولة له مع الفريق. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عدم حيلة غوارديولا أمام تكتيك توخيل المحكم. فما نفع السيطرة والإستحواذ على الكرة (58% للسيتي في مقابل 42 لتشلسي) إن لم تكن قادرًا على خلق ولو فرصة واحدة على مرمى الخصم؟

تشلسي الأفضل؟
من جهته نجح توخيل في استثمار أخطاء غوارديولا على أكمل وجه ولعل أبرزها كان قرار الإسباني إشراك ثلاثي خط وسط هجومي بحت وبدون ولو مدافع وسط واحد يحمي ظهر الفريق والذي عادة ما يكون أما البرازيلي فرناندينيو أو الإسباني رودري. وما الهدف المسجل سوى دليل صارخ على خلو وسط السيتي من لاعب يستشعر انفلات العمق الدفاعي ويمنع هافيرتز من استثمار تمريرة مايسون ماونت الرائعة التي أدت إلى الهدف. أضف إلى تألق الفرنسي المقاتل نغولو كانتي الذي صال وجال وأدى ما طلب منه على أكمل وجه وأقفل المنافذ المؤدية إلى مرماه. حتى خروج ضابط إيقاع خط الدفاع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا واستبداله بالدانماركي أندرياس كريستنسن الذي غاب عن معظم مباريات فريقه هذا الموسم لم يؤثر على صلابة الخط الخلفي لتشلسي. على أن السيطرة البسيطة للسيتي لم تمنع تشلسي من خلق الفرص الأخطر على المرمى من خلال تيمو فيرنر على دفعتين والأميركي كريستيان بوليسيتش الذي أضاع هدفًا محققًا خلال الشوط الثاني. أضف إلى نجاح الدفاع الأزرق في شل خطورة الدولي الإنكليزي رحيم سترلينغ الذي عادة ما تضعضع تحركاته على الجناح معظم الخطوط الخلفية لفرق الخصم. وما زاد في الطين بلّة أصابة مايسترو خط الوسط البلجيكي كيفن دي بروين مصابًا في بدايات الشوط الثاني مما كرّس سيطرة تشلسي وتحكمه بزمام المبادرة. وقد ذكرنا أداء الفريق البطل بأدائه في إياب نصف النهائي من البطولة امام ريال مدريد الإسباني حيث فرض أسلوبه على اللقاء ومنع خصمه من أخذ زمام المبادرة في أي مرحلة من المراحل.
المحصلة النهائية كانت فوز تشلسي بثاني بطولة دوري أبطال أوروبا واضطرار مانشستر سيتي الإنتظار لفترة أطول قبل احتمال فوزه بالبطولة الأوروبية الأبرز للمرة الأولى واكتفاء بيب غوارديولا ببطولتين في هذه المسابقة وفشله في اللحاق بركب الفرنسي زين الدين زيدان والأيطالي كارلو أنشيلوتي والإنكليزي بوب بايسلي أصحاب الألقاب الثلاث وحاملي الكأس ذات الأذنين الكبيرتين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us