ماكرون يفجّرُ مفاجأةً في بيروت؟
بَين القضاء والأمن، ورَفع الدعم أو ترشيده والتعطيل الحكوميّ، اكتملَ “تَطليع البلد عالشجرة” من طبقة سياسية مصرّة على “أخد الشعب” معها، هي التي استطاعت “بليلة ما فيها ضو قمر” أن تجرّ الرئيس الفرنسي الى مستنقعها فتغرقه لتعوم على “جثة” مبادرته العائمة فوق بركة دمّ ضحايا جريمة المرفأ، وما قبلها وبعدها، في رحلة رسم مشهد النهاية المؤلمة الذي بات قاب قوسين وأدنى من ان يكتمل.
وفي استنساخٍ لما سبقَ زياراته السابقة يحطّ “زعيم” الاليزيه في بيروت، بعدما مهّد له وزيرُ خارجيته بحفلة “نق ونعي”، مستلهماً فيلم “التايتانيك” في وصفه لوطن، انفصمَ مسؤولوه،
فانفصلوا عن الواقع، “بالجملة والمفرق”، على مختلفِ مستوياتهم السياسية والامنية والاقتصادية والدينية.
في زيارتَيه الاولى والثانية صعّد ماكرون لهجته الى الدرجة القصوى وصولاً الى اتهام المسؤولين بالخيانة الوطنية، في الثالثة، بلغَ الامر” بالمبشر بنهاية لبنان”، القول “اللبنانيون في حالة إنكارٍ تامّ وهم يغرقون”، ليثبت باليقين انه “غير دريان” بواقع الشعب، المخدّر بإبرة مورفين رئيسه بعيد الرابع من آب.
المسؤولون اللبنانيون “المرتاحون على سبع خرزات من ضهرهم”، “قلة ما هاممهم تشريفه”، بدليل استمرارهم بنفس استراتيجية التسويات والمقايضات، الشروط والمطالب، القصف الكلامي والردود المضادة ، “في لعبة ولاد”،لم ولن تبقي أخضرَ او يابس، معتمدون على ما يحمله في صندوقه دعمه من مساعدات مباشرة للشعب، بعدما اكتشف المانحون من الخليج الى المحيط، هدر المساعدات السابقة الموزعة على “الحاشيات” والمحسوبين، وفقاً لمصادر الاليزيه.
المصادر التي تنقل انزعاج “الأم الحنونة”، من هذا الواقع، ومن “تسويد وجها”، تبدو في حيرة من أمرها في حديثها عن برنامج الزيارة وأجندة لقاءاتها، حيث تسود وجهتا نظر في باريس، تقول الاولى، باعتماد “نموذج شينكر” بعدم لقاء المسؤولين الرسميين باستثناء الرؤساء عون بري والحريري، على ان تتوسّع مروحة اللقاءات مع الجمعيات الاهلية ومنظّمات المجتمع المدني، وثانية تقول بلقاءات على غرار الزيارتَين السابقتَين. غير ان عقبة مشتركة تواجه وجهتَي النظر تتمثّل في عدم وجود حماسة لدى اطراف من “الثورة في لقاء “الرئيس ماكرون”، نتيجة “انحيازه” للطبقة الحاكمة، وعدم” احترامه” لتعهّداته التي سبق ان قطعها.
وتتابعُ المصادر ان الاليزيه لم يَعد مهتماً كثيراً بمسألة الاتفاق على تشكيل حكومة من عدمه حالياً، مشيرةً الى ان اجتماعاً عُقد لخلية الازمة نهاية الأسبوع، ناقش تقارير وصفت “بالحسّاسة”، رفعتها السفارة الفرنسية في بيروت، انتهى الى التأكيد على عدم وجود إطلاق اي مباراة جديدة حالياً، او أي طرح سياسي، وهو ما مهّد له كلام سيد “الكي دورسيه”.
إذاً، وفقاً لذلك ما هي مبررات تلك الزيارة المحكومة بالفشل مسبقاً؟ وما هي المفاجأة التي قد يحملها الى بيروت؟
تقول المعطيات المتوافرة ان الهدف الاول والاساسي للزيارة هي تفقّد الوحدة الفرنسية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية المنتشرة جنوب خطّ الليطاني، وهو الامر الوحيد الذي تحكّم بتوقيتها و” نوعيتها” ومستواها.
لقد دَرج تاريخياً، العُرف الفرنسي على قيام رئيس الجمهورية، بمناسبة عيدَي الميلاد ورأس السنة على زيارة وحدات بلاده المنتشرة خارج الحدود، تحديداً في احدى المناطق المصنّفة “ساخنة”، وهنا يُطرح السؤال الكبير، لماذا تعتبر باريس جنوب لبنان منطقة ساخنة، رغم الهدوء السائد منذ ما بعد إقرار الـ 1701؟ وهل من تطوّرات ما تنتظرها فرنسا؟ (علماً ان الاوضاع في مالي أكثر توتراً وتفجيراً حيث يسقط جنود فرنسيون في المواجهات القائمة هناك) . وما هي الرسائل التي سيحملها معه ماكرون؟ سنعود الى شرح تلك العوامل غداً بالتفصيل.
في الانتظار، لاكتشاف رسائله المشفرة والواضحة، يبقى الخوف الاكبر من ان يكون الرئيس الفرنسي قد “انعدى” وقرّر بدوره ان يلاقي “حلفاءه” على الشجرة…
فوفقاً “للشاطر حسن” “يلي جرّب مجرّب كان عقله مخرب”… أفلَم يتّعظ من زيارتَيه السابقتَين؟ وبما أن المَثل اللبناني يقول “اسأل مجرّب وما تسأل حكيم”… ألَم “يشبع” من الكلام “الذي أطربه”، وهو “يَتمختر” في الجميزة يوم زارها بعد ايام من انفجار المرفأ، ومن صيحاتِ الغضب والشتائم بحقِّ الحُكم والحكّام؟
مواضيع ذات صلة :
وقف التصعيد في لبنان من أولويات ماكرون | ميقاتي وضع بري بنتائج زيارته لفرنسا ولقائه ماكرون | تفاصيل الإجتماع بين ماكرون وميقاتي! |