عكس التيار… شكراً ماريان الحويك

لبنان 7 حزيران, 2021

كتب رامي نعيم:

كاتب هذه السطور لا يعرف من هي ماريان الحويك. بحثت عنها على غوغل لأرى امرأة جميلة جداً، لكن بعد بحث أكثر دقة وجدت فيها امرأة ذكية وناجحة استلمت مسؤوليات كثيرة ونجحت في تنفيذ مشاريع كبرى.

آلمني كرجل في مجتمع شرقي ذكوري أن أتابع حجم الحملات الإعلامية والدعائية المغرضة التي استهدفت ماريان الحويك كامرأة أولاً، وكأن البعض يرفض نهائياً فكرة وجود امرأة ناجحة ويصرّ هذا البعض على تحطيم مثل هذه المرأة متى وُجِدت.

المفارقة في كل الحملات التي استهدفتها أن هذه الحملات كانت تهدف إلى الوصول غلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال ماريان الحويك فقط لأنها مديرة المكتب التنفيذي لسلامة. لم يكبّد أحد من المٌستكتبين في هذه الحملات عناء التدقيق في سيرة الحويك ومسيرتها وما حققته خلال هذه المسيرة، خصوصاً وأنه في كل الدعاوى المرفوعة بوجه رياض سلامة لا يوجد أي اتهام بحق الحويك وهي موجودة في الدعاوى فقط بصفة “شاهدة” ليس أكثر. لا بل على العكس، فإن الحويك التي كانت خارج لبنان، وحين تبلّغت عبر الهاتف موعداً لمثولها كشاهدة في القضية عادت فوراً أدراجها ومثلت وقدّمت ما لديها للقضاء اللبناني، ما يؤكد على ثقتها بنفسها وبكل ما قامت به في عملها في المصرف المركزي، وإلا لكانت بقيت في الخارج تستمتع بالشمس على إحدى الجزر في بلاد الله الواسعة!

ما السبب وراء كتابة هذه السطور؟ ولم رغبت في توجيه الشكر إلى هذه السيدة بعكس كل تيار الاتهامات والحملات السائدة بحقها؟ الجواب ببساطة هو أنه بفضل مجهودها ينعم اللبنانيون، وتحديداً المودعون منهم، وسينعمون بالكثير من الأوكسيجين في زمن الانهيار.

نذكر ماذا حصل الأسبوع الماضي بعد قرار مجلس شورى الدولة وقف تنفيذ تعميم مصرف لبنان الرقم 151 المتعلق بالسماح بسحب الدولارات على سعر المنصة 3900 دولار، وكيف أشعل اللبنانيون الأرض حينما حاول مجلس الشورى وقف تنفيذ هذا التعميم الصادر في 21 نيسان 2020، ولكن اللبنانيين لا يدركون أن سحب الدولارات على سعر 3900 منذ 14 شهراً إنما يتم على منصة أوجدتها ماريان الحويك، ولولا ما فعلته لكانت عمليات السحب لا تزال تتم على سعر الصرف الرسمي 1515 ليرة للدولار الواحد. وهذه المنصة بُنيت على مجهود كبير وعمليات حسابية معقدة مكّنت من تأمين الآليات اللازمة لذلك.

واليوم يفرح اللبنانيون بقرار حاكم مصرف لبنان إلزام المصارف بالدفع شهريا للمودعين 400 دولار “فريش” ونقدي إضافة إلى 400 دولار أخرى على سعر منصة “صيرفة” أي 12000 ليرة، وهذه المنصة أيضاً عملت عليها ونفّذتها ماريان الحويك.

ومن يتابع مسيرة هذه السيدة في مصرف لبنان يُدرك تماماً أنها اعتادت العمل بصمت ولم تسعَ يوماً إلى الشهرة أو النجومية، ورغم ذلك تتعرّض لحملات وتشهير وإساءات من دون أي سبب. فإذا كان القضاء السويسري واللبناني على حد سواء يعتبران مارياك الحويك شاهدة، فعلى أي أساس تجري محاولات للتشهير بها والإساءة إليها في بعض الصحافة المشبوهة؟

قد لا تلقى هذه السطور “شعبية” في زمن الغوغائية وفي زمن إلقاء الاتهامات جزافاً، ولكن قليلاً من الموضوعية وكثيراً من الابتعاد عن التشفّي قد يكونان كفيلين بتوضيح الصورة. لذلك، وبعكس كل التيار السائد: شكراً ماريان الحويك على كل ما قدمته، وعذراً على ما يقترفه البعض على الصفحات الصفراء!

السياسة

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us