ظاهرة تنقّل جديدة في لبنان!
غيّرت الأزمة بكثير من مشاهد حياتنا، حتى للناظر من بعيد… هو أيضا سيلمح اختلافا كبيرا في اللبنان الذي يعرف. فالأزمة الاقتصادية لم تترك جانبا من حياتنا إلا وطرّزت له شكلا جديدا أو عرّته مما كان يختزل من فخامة وبذخ، فإذ باللبنانيين يبحثون عن أساليب جديدة للتوفير… وللاستمرار.
في الفترة الاخيرة تحوّلت السيارات في لبنان إلى عبء، ومصدر قلق لكثيرين، ولأسباب عدة، من أزمة البنزين وطوابير الذل امام المحطات والخوف من رفع الدعم عن المحروقات، إضافة إلى ارتفاع اسعار قطع السيارات لارتباطها بالدولار… الأمر الذي جعل من الـ”توك توك”، الحلّ المثالي لكثيرين، وملاذ العاطلين عن العمل.
بدأ انتشار “التوك توك” في لبنان قبل 4 سنوات تقريبا، وكان استعماله محصورا بضواحي بيروت وطرابلس، وتحديدا المناطق التي تعتبر فقيرة في لبنان، بفعل سعره الزهيد مقارنة بالسيارة، أما اليوم فبات منتشرا في غالبية المناطق اللبنانية.
تتنوّع استعمالات الـ”توك توك” فهو مفيد في نقل الاغراض على طريقة “الديليفيري” كما يعتبر وسيلة للنقل ضمن المدينة الواحدة، حتى أنه بات يستعمل وسيلة “تاكسي” خصوصا في المناطق السياحية، نذكر على سبيل المثال جبيل والبترون، إضافة إلى البقاع حيث بات متاحا استئجاره لتمضية يوم كامل في الطبيعة، كيف لا والتنزه فيه ممتع وسهل لانه قادر على المرور في الأماكن الضيقة التي يصعب على السيارات اجتيازها، كما انه يوفّر البنزين.
كذلك، فقد تحوّل إلى ملجأ الكثيرين من العاطلين عن العمل، فباع كثر سياراتهم خوفا من تفاقم الأزمة وعجزا ربما عن تصليح الأعطال فيها، ولجأوا إلى “التوك توك”… منهم من جعله وسيلة لنقل الأغراض أو الاشخاص، ومنهم من حوّله إلى محطة لبيع القهوة أو الحلويات أو ألعاب الاطفال!
هي مشهدية جديدة في لبنان، فرضتها المصائب المتعددة في البلد الصغير، فبات اللبنانيون يبحثون عن حلول تقيهم نار جهنّم الذي يقبعون فيه… وإن كان التوك توك حلا لكثيرين، فإن اقتناءه يبقى مستحيلا لآخرين، ما ينذر بمشاهد، لا يمكن أن تخطر في البال ونحن في الـ2021.
مواضيع ذات صلة :
ميقاتي: أقدر المساعي الأميركية.. وأجدد الالتزام بالـ1701 | ما صحة إقفال المؤسسات والأعمال غداً؟ | بالتفاصيل.. بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان |