قبل 5 أيام من انطلاقها.. كوبا أميركا تواجه المنع للمرة الثالثة
أعلنت المحكمة العليا البرازيلية، أمس الثلاثاء، أنها ستعقد جلسات استماع بشأن طلبين مقدمين إليها من أجل منع إقامة بطولة كوبا أميركا في البلاد، مما يلقي المزيد من الشك حول الحدث القاري قبل خمسة أيام على انطلاقه.
وقال رئيس المحكمة العليا لويز فوكِس، إنه نظراً “للطبيعة الاستثنائية للقضية” اتُخِذَ القرار بأن تنظر المحكمة المكونة من 11 عضواً بكامل هيئتها في القضية خلال جلسة افتراضية غير عادية الخميس.
ويكافح الاتحاد القاري “كونميبول” لإقامة البطولة القارية التي أرجئت أصلاً من الصيف الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا.
ومن المقرر أن تنطلق البطولة التي تضم 10 منتخبات، الأحد، على أن تستمر حتى 10 تموز، وهي كانت مقررة أصلاً في كولومبيا والأرجنتين لكن الأولى استبعدت بسبب الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة، والثانية بسبب تفشي فيروس كورونا.
ومع اقتراب موعد المباراة الافتتاحية، تدخلت البرازيل الأسبوع الماضي لنجدة البطولة بعدما قام “كونميبول” بإخراج الأرجنتين من حسابات الضيافة.
لكن البرازيل تعاني أيضاً الأمرين من “كوفيد-19” ويحذر الخبراء من أنها تواجه طفرة جديدة قد تؤدي بطولة رياضية دولية كبرى إلى تفاقمها.
وأودى الوباء حتى الآن بحياة قرابة 475 ألف شخص في البرازيل التي تحتل المركز الثاني من حيث عدد الوفيات خلف الولايات المتحدة.
وباتت استضافة البطولة مسألة خلافية وسياسية في البلاد، لا سيما بعدما أعطى الرئيس اليميني جاير بولسونارو الذي تحدى بانتظام نصائح الخبراء بشأن احتواء الوباء، مباركته لاستضافتها متجاهلاً بذلك نصيحة خبراء الأوبئة الذي عبروا عن قلقهم، على غرار بعض مدربي ولاعبي الدول العشر المشاركة.
ووافقت المحكمة العليا على النظر في دعوتين مقدمتين من قبل نقابة عمال المعادن الوطنية وعضو البرلمان المعارض جوليو ديلغادو وحزبه الاشتراكي البرازيلي.
وترى نقابة عمال المعادن الوطنية أن استضافة البطولة “تخاطر بالتسبب في زيادة الإصابات والوفيات بكوفيد-19” بحسب ما أفادت المحكمة في بيان الموافقة على النظر في القضية.
أما ديلغادو والحزب الاشتراكي البرازيلي، فيعتبران أن الاستضافة “تنتهك الحقوق الأساسية في الحياة والصحة”.
كما تم تقديم العديد من الطلبات الأخرى لمنع إقامة البطولة في محاكم مختلفة، بما في ذلك طلب آخر إلى المحكمة العليا من قبل حزب العمال اليساري الذي ينتمي إليه الرئيس السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الخصم المحتمل لبولسونارو في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
والجمعة الماضي، أعلن رئيس بلدية ريو دي جانيرو أنه لن يتردد في إلغاء مباريات كوبا أميركا المقررة في المدينة في حال تفاقم جائحة فيروس كورونا.
وقال إدواردو بايس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي حول الوضع الصحي: “لا أرى أي فائدة في استضافة مباريات كوبا أميركا… لم نطلب كوبا أميركا وإذا كنتم تريدون رأيي، أعتقد أن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لتنظيم مثل هذه البطولة”.
وأشار الى أن مباريات الأندية، مثل البطولة البرازيلية وكأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية، سُمح بها في ريو خلف أبواب موصدة، وفقاً لمرسوم ساري المفعول حتى 14 يونيو، أي حتى اليوم التالي لانطلاق كوبا أميركا من العاصمة برازيليا.
وهدد قائلا: “لكن في حال تفاقم الوضع، سيكون لدينا مرسوم آخر سيضع حداً لذلك”، أي لمباريات كرة القدم في المدينة، موضحاً أن المنظمين “لم يتصلوا في أي وقت بالسلطات الصحية في البلدية”.
وسيكون 14 يونيو اليوم الذي ستستضيف فيه ريو أولى المباريات المقررة فيها، وستجمع أرجنتين ليونيل ميسي بتشيلي على ملعب “نيلتون سانتوس” الذي استضاف منافسات ألعاب القوى خلال أولمبياد 2016.
وستقام سبع مباريات في هذا الملعب، بينها إحدى مباراتي الدور نصف النهائي، على أن يكون النهائي في المدينة أيضاً لكن على ملعب “ماراكانا” الأسطوري.