“غنّوج عمّو”
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
في حديث إلى إذاعة الشرق قال وزير العدل السابق الدكتور شارل رزق لمحاوِره الزميل يقظان التقي”المسألة ليست في صلاحيات رئيس الجمهورية ، أو في التوقيع، بل في الهيبة الرئاسية فالأمير فؤاد شهاب كان يقول لي: أنا لا استطيع التوقيع على تعيين حاجب في الجمهورية .في المقابل كان رئيس الحكومة رشيد كرامي ينظر إلى شهاب بشيء من القداسة،الرئيس شيء والوفاق مع رئيس الوزراء شيء آخر”
والمسألة، أو المعضلة، أن رئيس الجمهورية ، قبِل تكليف النواب لسعد الحريري في 22 تشرين الأول الماضي على مضض، لا بل أنه عشية الإستشارات الملزمة دعا “أعضاء البرلمان إلى التفكير في آثار تكليف رئيس جديد للوزراء على مسار تشكيل الحكومة، وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية، مشيراً بعظمة لسانه إلى أن “الوضع المتردي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم، أعباءً متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين”. ورسالته المتلفزة إلى النواب تُختصر بتهويل وتحذير جوهرهما ” سمّوا الحريري وتحمّلوا التبعات”
وفعل رئيس الجمهورية، وفريقه الإستشاري، ما في وسعهما لتيئيس سعد الحريري، وكم من مرة طُلِب من الرئيس المكلّف صراحة وجهاراً وتلميحاً الإلتقاء مع “الصهر المدلل” للتباحث في موضوع التشكيلة وفق معايير مبتكرة ،تجعل رئيس الحكومة السني رئيساً على وزرائه السنّة فقط لا غير، كما تجعل من كل رئيس كتلة ( موال) شريكاً في التأليف.والمفارقة أن المُطالِب بحصة الأسد في الحكومة لم يسمّ الحريري في المشاورات ويريد القبض على 8 مقاعد مسيحية بشكل مباشر ومقعدين بالتشاطر. وإلى ذلك يقول “لا أريد المشاركة في الحكومة”
ويكفي اعتبار موافقة “غنّوج عمّه”، أو “دلّوع عمّه” على توزيع حقائب الحكومة العتيدة، كممّر إلزامي يسهّل الولادة…لتتعسر الولادة، ويًرجّح أن يموت الجنين في بطن دولة الرئيس في شهره الثامن.
في المقابل، استمرّ مدخول الفرد اللبناني يتهاوى ليتخطّى، نزولاً، مدخول مواطن في الموزامبيق أو أفريقيا الوسطى، وإن غادر نصف شعب لبنان هرباَ من عهد الوعود الجوفاء والإنشاء والعناد واصطناع البطولات وتحميل الآخرين مسؤولية الإنهيارات والإفلاس، لن يغيّر “غنوج عمو” سلوكه ،سيظل متعاوناً ثابتاُ على مواقفه ومنفتحاً على الإيجابيات، و كمتتلمذ على عمّه ومجتهد في صفّه، سيضمن جبران نجاحه كلاعب بالنار أو على حافة المهوار. وليتخيّل اليوم أو غداً أي دعاء سيطلع من غليان الصدور والحقد المتنامي.
الرئيس شيء. والوفاق مع رئيس الحكومة شيء آخر. قال الدكتور رزق. وأن تقول الرئيس، فذلك يعني في هذا العهد الرهيب، العم و”غنّوج عمو” كإثنين بواحد. ومع هذه المعادلة لا وفاق ممكناً قبل الأول من تشرين الثاني من السنة المقبلة ، لا مع الشيخ سعد ولا مع أي رئيس حكومة. فليرحمنا الله بعظيم رحمته.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |