الماكينة الألمانية بحاجة إلى صيانة
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:
محزن أصبح وضع الماكينة الألمانية التي ما زالت تتابع مسارها الإنحداري منذ ما قبل بداية كأس العالم الأخيرة عام 2018. قد يقول البعض أن أداء المنتخب الألماني كان جيدًا خلال المباراة، ولكن هل يعقل أن يسدد منتخب متأخر منذ دقيقة اللقاء ال 20 تسديدة واحدة وحيدة فقط بين الخشبات الثلاث؟ باقي الفرص والتسديدات كانت كلها خارج المرمى. كما لم تشفع سيطرة الألمان بنسبة استحواذ على الكرة بلغت 58% في تغيير معطيات اللقاء. وقد يقول البعض الآخر أن الخسارة في أولى مباريات اليورو أمام بطل العالم فرنسا بهدف يتيم هو أمر مقبول. يا جماعة، نحن نتكلم عن منتخب المانيا وليس عن منتخب جبل طارق أو سان مارينو أو ليشتنشتاين لتكون الخسارة مقبولة. فمن غير المقبول أن نعلل خسارة منتخب كالمنتخب الألماني بأي سبب من الأسباب وأمام أي منتخب كان. لا ننسى ان بانتظار ألمانيا مباراة صعبة أخرى في الدور الأول امام المنتخب البرتغالي بطل النسخة الأخيرة من اليورو والتفريط بالنقاط ممنوع وخصوصًا في أولى المباريات للمجموعة.
بالعودة إلى اللقاء الذي تفوق فيه المدرب الفرنسي ديدييه ديشان على نظيره الألماني يواكيم لوف الذي سيترك مكانه بعد انتهاء اليورو ويسلم الدفة إلى مواطنه المدرب الذي رحل مؤخرًا عن نادي بايرن ميونيخ هانزي فليك. علمًا أن خطتي الفريقين كانتا متشابهتين باستثناء تفصيل صغير في الوسط حيث لعب ديشان بثلاث لاعبين بينما فضّل لوف اللعب بأربعة لاعبين. ويسجّل للألمان احتواء المد الألماني من خط المنتصف ولكن ما أن يتخطى الفرنسيون هذا الحاجز حتى يصبح منتخب الديوك عرضة لهجمات الثنائي بنزيمة/مبابي ومن خلفهما غريزمان. وحتى لو فشل هؤلاء في التسجيل كون الهدف كان من نيران صديقة للألمان بتوقيع مدافع دورتموند ماتس هوميلز ولكنهم نجحوا في كشف الألمان وتعريض مرماهم لعدد لا يستهان به من الفرص. ولولا تألق الحارس الألماني مانويل نوير ولعبه كالعادة دور القشاش والحارس في آن ونجاحه في قراءة هجمات الفرنسيين وتعطيلها قبل أن تُبنى لكانت النتيجة أثقل من هدف وحيد.
بالقابل، لم ينجح ثنائي المقدمة الألماني توماس مولر/كاي هافرتز في مد زميلهم في المقدمة سيرج غنابري بما يكفي من الكرات لإقلاق الدفاع الفرنسي. صحيح ان غنابري أبلى البلاء الحسن وأزعج منتخب الديوك بتسديداته وتحركاته ولكن ذلك لم يكن كافيًا لإحداث فارق.
على أن علامة الفرنسيين الفارقة أتت أيضًا من المنتصف عبر تحركات لاعب الوسط الذي لا يهدأ نغولو كانتي والذي نجح في قطع الماء والهواء عن الألمان وأكد أن تألقه مع فريقه تشلسي ومساعدته له في الفوز بالتشامبيونز ليغ لم يكن وليد الصدفة. فكانتي يملك بنية بدنية قوية بالرغم من قصر قامته تمكنه من إقفال المنطقة أمام طوني كروس وإلكاي غوندوغان، كما تنوع دور الظهيرين كيميش وغوسنز بين الهجومي والدفاعي لاحتواء الوسط الفرنسي ومنعه من إيصال الكرات إلى الهجوم ونجح إلى حد ما ولكن ذلك كان على حساب الهجوم الذي لم يعودنا على قلة التسديد على مرمى الخصم (تسديدة وحيدة على المرمى).
خلاصة القول أن فرنسا نجحت في كسب ثلاث نقاط مهمة في افتتاحية بطولة كبرى وإن لم يكن أدائها خارقًا بينما فشلت ألمانيا في تحقيق انتصار يعيد إليها معنوياتها المهزوزة بعد مجموعة إخفاقات إن في كأس العالم الأخيرة أو في اليورو ليغ، فالماكينة ألأمانية بحاجة إلى صيانة قد يكون المدرب الجديد على علم بعطلها ويعيدها إلى فعاليتها التي افتقدتها منذ سنوات.