كيف يمكن لانفجار واحد أن يدمر أحلام الكثير من الناس؟!
نشر موقع EuroNews بعنوان: “إنفجار 2020: تعرَّف على السكَّان المحليِّين الذين يعيدون بناء أعمالهم من الصفر”.
لطالما كان لبنان نقطة جذب لزوَّار الشرق الأوسط الباحثين عن الثَّقافة والطعام الجيّد ومناخ البحر الأبيض المتوسط. إلى أن اهتزَّت البلاد بسبب سلسلة من الأزمات التي أثَّرت على الاقتصاد وأضرَّت بالعديد من الشركات في قطاع الضيافة والسياحة. وفي الآونة الأخيرة وبشكل مدمَّر، خلَّف انفجار المرفأ في 4 آب 2020 أكثر من 200 قتيل ودمَّر منازل وأعمال الكثيرين في بيروت. حيث وقع الانفجار جراء اشتعال 2750 طنًا من (نترات الأمونيوم) التي كانت مخزَّنة على نحو مهمل في مرفأ المدينة، واشتعلت!
ثلاثة من أصحاب الأعمال في بيروت يتحدثون إلى EuroNews حول التحدِّيات التي تواجههم في إعادة بناء وفتح (المقهى – الفندق – دار الضيافة) بعد انفجار المرفأ الذي أضر بباب رزقهم ضرراً شديداً.
مقهى “Beyt Café” في مار مخايل
افتتح أنطوان صفير دار ضيافة في حي مار مخايل في بيروت عام 2012 كمكان ودود للفنانين. إلا أنه منذ انفجار المرفأ يتم استثمار المكان كمقهى، جنباً إلى جنب مع مكان عرض لأنطوان ودار للنشر، والتي تشغل نفس العقار في شارع أرمينيا. حيث جرَّد انفجار المرفأ “المنزل العثماني” من الأبواب والنوافذ، ودمَّر جميع أثاثه.
يعلِّق أنطوان على غياب الدعم الحكومي بقوله: “لشهور وشهور، لم نرَ عامل بلديَّة أو عامل نظافة”. وبالتالي اضطروا لتنظيف كل شيء وإصلاحه بأنفسهم. وبعد تجديد شامل، أعيد افتتاح Beyt مجددًا مع التركيز على أفضل المأكولات والأشغال الحِرفيَّة اللبنانية.
يقدم المقهى طعامًا محليًا بنسبة 95 في المائة. ففي الصباح تُخبز المنقوشة اللبنانيَّة التقليديَّة في فرن المقهى، بينما تُخبز البيتزا في فترة ما بعد الظهر للزبائن الذين يستمتعون بالحديقة الموجودة في الجزء الخلفي من المنزل بشكل سرِّي. كذا تم تصنيع الأثاث الجديد محليًا و “غالبًا ما يتم صنع القطعة الواحدة بواسطة فنانين مختلفين”. وفي حين أن Beyt مفتوح الآن مرة أخرى، فإن العديد من الشركات الأخرى التي يمتلكها أنطوان ليست كذلك. من الصعب عليه أن يفهم “كيف يمكن لانفجار واحد أن يدمر أحلام الكثير من الناس؟!”.
فندق Lost الجميزة
افتتح “ميشال أبشي” وزوجته “جوانا” فندق Lost في عام 2019، بعد شراء مبنى مهجور في شارع الجميزة الرئيسي، وهي منطقة تشتهر بالمعارض الفنيَّة والمقاهي والحانات. يقع فندق من طراز “بوتيك” أسفل درج سانت نيكولاس الشهير في بيروت، ويحتوي على 12 غرفة نوم ومطعمًا وحانةً للضيوف الذين يزورون العاصمة اللبنانية. وقد تمَّ تصميم الديكورات الداخلية بذوق رفيع من قبل جوانا المستوحاة من الجماليات البسيطة لبلدها الأصلي السويد.
يقول ميشيل إن الانفجار كان “بداية جديدة” فالفندق الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من المرفأ، دمَّرته قوة الانفجار..وأصيبت جميع مناطق الجمَّيْزة بشكل كبير.. جمعنا الرُّكام في اليوم التالي..كان من الصَّعب علينا، بعد عامٍ واحدٍ فقط من الافتتاح أن نرى كل شيء مدمَّرًا “.ويضيف ميشيل الذي يطالب الحكومة ببذل المزيد من الدعم لبيروت التي يستمتع السائحون بزيارتها كثيرًا: “لم نحصل على مساعدة من المدينة لإعادة الإعمار، كلها كانت ضمن القطاع الخاص”.
وقد تم ترك بعض المرايا المتضرِّرة _ والتي كانت قد صممتها جوانا _ معلقةً في الفندق. حيث تقول جوانا: “لقد عاد الفندق إلى طبيعته ، لكننا نريد أن نتذكَّر أنه لم يتم تحميل أي شخص المسؤولية عن الانفجار”.
بيت الضيافة Beit El Laffe – الاشرفية
افتتحت “باسكال لاف” Beit El Laffe في عام 2019، بعد تجديد منزل عائلتها في الأشرفية في بيروت. يوفِّر بيت الضيافة المكوَّن من ثلاث غرف نوم والحديقة الخاصَّة به للمسافرين وسكَّان بيروت ملاذًا هادئًا من فوضى الحياة في المدينة. التصميم الداخلي رومانسي وبوهيمي، مع أثاث وديكورات حصلت عليها باسكال من جميع أنحاء العالم. وفي غرفة المعيشة الرئيسية، توجد طاولات شاي صغيرة تحمل أزهارًا فوق سجاد جميل من إيران، ومرآة معلقة على الحائط مصنوعة خصيصاً من قِبل فنَّان لبناني محلي. كما يوجد حانة مع خلفية مرآة مذهلة بطول كامل في الزاوية، حيث تمَّ بناء الحانة في السبعينيات وأصبح جزءًا من المنزل منذ ذلك الحين.
ويستضيف بيت الضيافة أحيانًا دروسًا في “اليوغا” وحلقات نسائية، ومؤخراً جلسات علاج بالدراما لرائدات الأعمال اللواتي فقدن أعمالهن في انفجار الميناء.
تقول باسكال: “لسوء الحظ ، تعرَّضت دار الضيافة لأضرار بالغة وانفجر كل شيء.
لقد استغرقنا ثلاثة أشهر من العمل الشاق وها نحن هنا مرة أخرى ..نشعر أننا ولدنا من جديد وهذا المنزل أيضًا، نحن محظوظون جدًا لأننا هنا على قيد الحياة، وهذا المكان يرحب بالناس أكثر وأكثر.”
المصدر: موقع EuroNews