“شي تاني”
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
أحسن ريمون غجر التشخيص وأساء التعبير .قال الحقيقة المرّة، لا بل الحقائق بما خصّ قطاع الكهرباء والنفط ولم يبع الناس أوهاماً ووعوداً كاذبة، فكان كلامه مادة دسمة للقدح والتنمّر والهجمات والنكات.
أشار غجر، إلى حتمية رفع الدعم تدريجاً عن البنزين في المدى القريب، وطرح خيارات محدودة ليصل إلى خلاصة مفادها ” سيتمكّن المقتدرون من الناس على دفع سعر صفيحة البنزين كما هي ( من دون دعم) ومن لا يستطيع دفع 200 ألف ليرة فليستعمل شي تاني”
وشو هوّ هالشي؟
شي واقف بمكانه أو شي عم يمشي؟
القصد واضح. على اللبناني أن يعتاد التنقل في سيارات الأجرة، وهنا سيتبرّع كثيرون للمناداة في هذه الحشرة بخطة عاجلة للنقل، وكأن اللبناني المفطور على التفشيخ، سيركن سيارته في المرآب ويطلع في جحش الدولة غداة وضع خطة النقل موضع التنفيذ.
وسائل النقل في لبنان متوافرة ، تاكسي، أوبر، سرفيس، فان ، بوسطة ، بولمن وحتى توك توك.
القصد واضح. عيلة متوسطة الحال سابقاً، معدمة حالياً من أربعة أفراد ليس من المستحبّ أن تمتلك 5 سيارات. أربع للإستعمال اليومي الخامسة تُستعمل في حال تعطّلت واحدة من الأربع .
لا ليس حماراُ أو بغلا ولا سيارة كهربائية ولا عربة تجرها غزلان الرنّة ولا درّاجة هوائية هو “الشي التاني” الذي نصح به الوزير غجر. إنه أسلوب الحياة الجديد الذي يحاكي الإفلاس والحضيض والعجز و اللامسؤولية والرعونة والنكد وتلاشي الدولة وسقوط وهم العهد القوي . على اللبنانيين التأقلم مع فكرة “ما بيروح نهار وبيجي متلو” .
لو لم يكن الوزير غجر من فئة المهذبين لذهبت الأفكار إلى غير منحى بخصوص الـ “شي التاني” المفترض إستعماله بعد رفع الدعم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |