أخطر الحكومات في لبنان
أخطر الحكومات في لبنان
لم يعد يستطيع أي فريق سياسي تحمّل تبعات الجمود الحكومي. حاولوا انعاش حكومة تصريف الأعمال ، لكن المحاولة سقطت بسبب عجز القيّمين على الحكومة عن اتخاذ أي قرار.
وتؤكد المعلومات السياسية ان المساعي تتواصل ترجمة لروحية مبادرة الرئيس بري، خصوصا ان الأمين العام لحزب الله اعاد في مضمون كلمته تجديد الثقة بها.
وتقول المعلومات ذاتها ان الحزب حاول طرح افكار جديدة بشأن عملية تأليف الحكومة لبلورة مخرج لم يتضح بعد، لكن الأفكار التي تدور حول كيفية اختيار الوزيرين المسيحيين – موضع الخلاف، وترتكز الى جوهر مبادرة رئيس المجلس: فهل يقبل بها رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل؟
لم يصل النقاش بين موفدي الحزب وباسيل الذي سبق اطلالة نصرالله الى إتفاق واضح، بحيث لا يزال رئيس التيار البرتقالي يتحدث عن عدم حق الرئيس الحريري بتسمية وزيرين مسيحيين، اضافة الى تمسك باسيل بطرحه عدم اعطاء الثقة للحكومة. وهنا ايضا جرى طرح افكار بشأن فكفكة بلوك عدم الثقة.
الأهم ان التواصل لم ينقطع، علما ان هناك ترقبا برتقاليا بشأن خطوة محتملة للحريري بالإعتذار عن التأليف. يوجد من اقنع قيادة “الوطني الحر” ان رئيس الحكومة المكلّف لن يتحمل مزيدا من الانتظار وهو كان استعد لتقديم الاعتذار، لكنه احجم عن الخطوة مرتين.
لكن هل يستمر انتظار “الشيخ سعد” لما بعد شهر اب، في حال بقي تعطيل التأليف؟ كأننا بمرحلة شد اصابع في آخر مراحلها، وسط كلام عن طرح تولي احد رؤساء الحكومات السابقين مهمة تأليف الحكومة بعد اب، اثر اعتذار الحريري وتكليف غيره لتولي حكومة انتخابات.
لكن اسم الحكومة لا ينطبق على طبيعة المرحلة الحالية، عدا عن ان الحكومة هي مجلس وزراء مكتمل المواصفات، ولا يوجد موانع دستورية لممارسة تلك الحكومة كل السلطات المتاحة لها بموجب الدستور.
فإذا لم يستطع السياسيون، كما الآن، من الوصول الى اتفاق، سيستمر وجود وعمل تلك الحكومة العتيدة المُشار اليها، الى زمن الرئيس الجديد. وهي التي ستقود البلد في حال حصل فراغ في رئاسة الجمهورية اثر انتهاء ولاية الرئيس عون .
مما يُفسر الكباش بشأن حكومة ستتولى اخطر واهم الادوار في عمر لبنان: اصلاح، تفاوض مع صندوق النقد الدولي، الاشراف على ملف الحدود وتوابعه بشأن حقول الغاز، التعيينات، عملية الانقاذ الاقتصادي.
فهل يجري تفكيك الالغام المتبقية في مسار عملية التأليف؟
المصدر: عباس ضاهر – النشرة