لقاء الفاتيكان: تجنيب مسيحيي لبنان ما أصابهم بسوريا والعراق
يقدم الفاتيكان رؤيته ونظرته للمشكلة اللبنانية. لذلك وجهت الدعوات لرجال دين من الطوائف المسيحية تحت عنوان “صلاة لأجل لبنان”. يريد الفاتيكان توفير المناخ حول العلاقة الجيدة للبنان والمسيحيين فيه مع كل الطوائف الكبرى في الشرق الأوسط .
لا يمكن بالنسبة إلى الفاتيكان أن يكون هناك قبول بتحوّل لبنان إلى دولة شمولية، أو دولة انهيار اقتصادي ومؤسساتي، لأن ذلك لن يحمي المسيحيين وسيتسبب بهجرتهم.
في اللقاء الذي عقد في الفاتيكان جانبان أساسيان. الأول سياسي، وهو غير بعيد عن مبادرة البطريرك الراعي. كما أنه ليس بعيداً عن الموقف الأميركي الفرنسي والسعودي. فطرح الحياد أمر جدي بالنسبة إلى الدوائر الفاتيكانية.
أما الشق الثاني، فله علاقة بالواقع الإنساني والمعيشي والاقتصادي للمسيحيين في المنطقة والهدف هو توفير مقومات صمود اللبناني في ظل الأزمة المستفحلة التي يعيشونها. كما أن المساعدات تتناول الغذاء والاستشفاء والتعليم.
قدم كل وفد من الوفود وجهة نظره. وفيما طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي مسألة الحياد وعقد مؤتمر دولي لأجل لبنان، كانت الوفود الأخرى تعترض على ذلك، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الشخصيات المعترضة على علاقة بالنظام السوري.
منذ العام 1485 والعلاقة بين الفاتيكان والكنيسة المارونية في لبنان ثابتة وراسخة. إذ حصلت عملية وحدة العقيدة الدينية لدى الموارنة مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. وترجمت بمشروع حضاري ثقافي كبير بعد تأسيس المدرسة المارونية في روما سنة 1586، وهي التي أسست للنهضة في الشرق بفعل تعليم الموارنة في روما.
لا يمكن للفاتيكان السماح لما جرى في العراق وسوريا أن يتكرر مع مسيحيي لبنان. الهدف هو تجذير المسيحيين في أراضيهم وتثبيتهم. وهو يعتبر نفسه ضنيناً بالحفاظ على الموقع الوحيد الذي يضم رئيساً مسيحياً للجمهورية ويتعايش فيه المسيحيون مع المسلمين والطوائف الأخرى.
ففي سنة 2012 عقد السينودوس الثاني تحت عنوان “من أجل مسيحيي الشرق” والذي ركز على بقاء المسيحيين في مناطقهم إنسجاماً مع المسلمين وغيرهم، وبعد هذا السيندوس عملت جماعات مسيحية كثيرة على بناء نظرية حلف الأقليات، ولكن فيما بعد ثبت سقوط هذه الفكرة، كونها تضع المسيحيين ومصيرهم بمواجهة متعاكسة مع الجماعات الأخرى. لذلك يشدد الفاتيكان على بناء دولة المواطنة القائمة على التعايش بين المسلمين والمسيحيين.
المصدر: منير الربيع – المدن