ماذا نقول لأمّ الطفل الذي قد يموت؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
لا تهمّ غالبيّة اللبنانيّين هويّة رئيس الحكومة المقبل. تتشابه الأسماء بالنسبة الى كثيرين. هذا المحور مثل ذاك. لم يأتِنا خيرٌ من الإثنين.
وفي عزّ الأزمات تتوالى الفضائح. رُفع الدعم عن الدواء فتوفّرت غالبيّة الأدوية فوراً، وبسعرٍ مرتفع. وكنتُ في صيدليّة حين دخلت امرأة تحمل طفلاً رضيعاً. سألَت عن حليب الأطفال. أمسكت بالعبوة ونظرت الى أسفلها. شاهدت السعر ثمّ أعادت العبوة الى مكانها وخرجت. سيبكي طفلها ولن تؤمّن له حليباً. قد يموت الطفل. ماذا نقول لأمّه: ميشال عون لم يتمكّن من تحقيق ما وعد به، فحصل في عهده ما لم يحصل في سنوات الحرب؟ أو سعد الحريري اعتذر وقال الله يعين البلد؟
الله يعين البلد، فعلاً، عليكم جميعاً. على الفاسدين والفاشلين والمتساجلين يوميّاً، بينما تصدر اليونيسيف تقريراً تلو التقرير عن لبنان، وفي كلّ تقريرٍ يزداد عدد الفقراء والجائعين. والله يعين البلد على من يخوض حرباً مع ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة، من أجل الكرامة. وهل في انتظار البنزين والبحث عبثاً عن دواء والنوم بلا طعام والموت على طرقاتٍ بلا إنارة شيئاً من كرامة؟
بات حلم غالبيّة اللبنانيّين إيجاد فرصة عمل في الخارج. الفنّانون يتغنّون بإقاماتهم الذهبيّة في دبي، ومنهم من غنّى “لبنان رح يرجع”. لو كان زكي ناصيف، صاحب “راجع يتعمّر لبنان”، على قيد الحياة لكان ربما تصوّر مع إقامته الذهبيّة وشكر الشيخ محمد وتغنّى بالإمارات، شعباً وقيادةً وصحراء أضحت أبراجاً.
ماذا فعلتم بالوطن، ماذا فعلتم بالناس؟ الأسوأ أنّ بعض الناس يناصر زعماءه. لم يجد جمهور “المستقبل” خطأً في استمرار الحريري مكلّفاً تسعة أشهر بلا تأليف. وجمهور عون هلّل لـ “كسر” الحريري. وكان الدولار، أثناء التهليل، يتجاوز الـ ٢٢ ألف ليرة، والسوبر ماركت تقفل أبوابها لتغيير أسعار السلع، ولو أنّها اشترت بعضها على سعر المنصّة بـ ١٢ ألف ليرة، وراوول نعمة غائب عن السمع والنظر والعمل. بعض زملائه ليسوا أفضل منه. وزير التربية كارثة. وزير الصحة أضاف الى سجلّ أخطائه ظهوره في بزّةٍ بيضاء وقميصٍ أسود. بدا شبيهاً بمايز البيّاع، قبل ٣٥ سنة.
نعود الى ما بدأنا به. لسنا نثق بأيّ تغيير ستحقّقه الحكومة الجديدة، إن شُكّلت. المشكلة أكبر. بعضها في ضمائر المسؤولين، وهذه… الله يعين البلد.
مواضيع ذات صلة :
حالة غامضة..طفل يبكي دمًا! | بالصورة: العثور على الطفل ليث ملص | قطع طرقات وغضب في المنية.. “طفل الـ3 سنوات مفقود” |