ما قبل الرابع من آب ليس كما بعده!

لن يكون الرابع من آب “مناسبة” وطنية فحسب، ويوم حداد وطني “يمرّ مرور الكرام”، انّما من المتوقّع ان تجري رياح الشعب المكلوم بما لا تشتهي سفن السلطة.

من الواضح ان العهد وحليفه “حزب الله”، معطوفاً على الرئيس المكلف، يبتزّون هذا النهار الأليم، لتنفيس أهالي الشهداء والمتضرّرين، ولكن تحت سقف الإنتهازية السياسية والقضائية، تأميناً للمصلحة السلطوية والطائفية، معطوفة على ايهام فقراء لبنان انهم خشبة الخلاص.

والأرجح أن رئيس الجمهورية سيكون معنياً بالترويج لمفهوم الرئيس القوي و”تكريسه”، بافتعال معركة حقوق المسيحيين عبر تسمية معظم الوزراء المسيحيين. فهو يدرك ان لم يعد ما لديه، لاختلاق عناوين جديدة لعهده بعدما وصل الحال في البلاد الى الدرك الأسفل، توفر فرص وصول رئيس “التيار الوطني الحر” الى رئاسة الجمهورية،

فيما البقاء على مطلب “الثلث المعطل” هو الأسلم، والتمسّك بتسمية الوزراء هي المعركة التي يراهن العهد، على ان تحفظ له ما تبقّى من مناصرين.

من الواضح ان الرئيس وفريقه يعمدون الى ترتيب عملية الحوار مع الرئيس المكلف، على القاعدة نفسها، اي تسمية الوزراء من قبلهما، ويدخل الرئيس ومعه الرئيس نجيب ميقاتي البلاد، بلعبة حقوق الطوائف التي لا تتحقّق الا بتعداد الوزراء الأتباع لهما او لوليهما.

خلاصة المشهد المكرر والمملّ الى حدّ قتل لبنان، ان هذه المنظومة تمسك بورقة التعطيل، وتمتلك فرص الاستثمار بالعصبيات، ولا تريد حلولاً طالما ان اي حل، يُفضي الى تقليص دورها ونفوذها.

ولم يكن اختيار ميقاتي رئيساً للحكومة الا تعبيراً عن الاستقتال، للدفاع عن “المنظومة” ومصالحها

فتكليف ميقاتي لا يبشّر بالحل، بل بمحاولة انقضاض جديدة على كل مطالب التغيير، بعدما توهّمت المنظومة ان اللبنانيين، لم يعد يعنيهم سوى تحصيل موارد النفط، وشيء من الكهرباء وتوفير الخبز، لذا عادت المنظومة الى منطق تشكيل الحكومات الذي رسّخه “حزب الله” منذ اتفاق الدوحة.

قرار التعطيل لم يزل سارياً، ويعرف رئيس الجمهورية ذلك والرئيس المكلّف ايضاً، فتشكيل الحكومة سيدخل في آليات التعطيل مجدّداً، من دون اي سعي جدّي للخروج منه، طالما ان المحاصصة هي الحاكمة، وطالما ان المنظومة الحاكمة، لم تستطع ابتداع سبل جديدة، للحكم من خارج ما اعتادته في ادارة الدولة.

لذا فإن الرابع من آب، سيكون اختباراً لهذه المنظومة، وللقوى المعترضة والمتضرّرة من هذه المنظومة، ويشكّل رهاناً للذين يقوّضون التحقيق في قضية المرفأ، ان القضية ستموت، فيما اهالي الشهداء ومعظم اللبنانيين، باتوا يرون ان مسار العدالة في جريمة المرفأ، سيقرّر مصير لبنان.

يراهن ميقاتي على الدور الفرنسي وعلى دعم “حزب الله” له في عملية التشكيل، فيما الحزب يراهن على مزيد من اظهار الهشاشة في ادارة الدولة، طالما ليس في برنامجه وجود دولة الا اذا كانت هشّة… فهل يكون 4 آب القشّة التي تقصم ظهر بعير الطغمة الحاكمة؟!

المصدر: علي الأمين – نداء الوطن

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us