جعجع: وحياة يللي راحوا رح تتحاكموا..
أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، أنّنا “اليوم في دوّامة أزمةٍ غير مسبوقةٍ أوصلتنا إلى هذا الدّرك وطنيّاً ودستوريّاً وسياسيّاً وماليّاً واقتصاديّاً ومعيشيّاً”، مشيراً إلى أنه “لا داعٍ لمزيدٍ من التّوصيف للأزمة لأننا نعيشها جميعاً ويوميّاً، الأهمّ أن نعرف أنّ جلّ ما تهدف إليه المجموعة المتحكّمة بالسّلطة حاليّاً هو أن تبثّ اليأس وتزرع الإحباط، حتّى نتخلّى عن روح المقاومة والصّمود ونستسلم في منتصف الطّريق من دون أن ننجز عمليّة التّغيير المطلوب”. وقال، “علينا ألا نقع في اليأس والإحباط بالرغم من المعاناة المتفاقمة وأن نتمسّك بأهلنا وعائلاتنا وبلداتنا ومدننا وبوطننا أكثر فأكثر، والأهمّ أن نتمسّك بمستقبلنا أكثر من أيّ وقتٍ مضى”.
وتوجّه جعجع إلى اللبنانيين قائلاً، “كونوا على ثقةٍ أنّ الحلول ممكنةٌ ومتوافرة، عندما يوجد أناسٌ يسعون إليها. ولذلك لا بدّ أن نلتزم ببعض المسلّمات: أوّلاً: رفض اليأس أو محاولات التّيئيس والإحباط، على الرّغم من كلّ وجعنا وألمنا وانسداد الأفق، واتّخاذ قرارٍ ضمنيٍّ وحاسمٍ بالمواجهة أيّاً تكن الصّعاب والتّحدّيات. ثانياً: ألتّعاون والتعاضد فيما بيننا كي نجتاز معاً المرحلة الصّعبة الراهنة. ثالثاً: والأهمّ، المبادرة إلى خوض المعالجة الجذريّة لأزمتنا المتمادية، من خلال تغيير المجموعة الحاكمة، تغييرٌ لن يتمّ إلا عبر انتخاباتٍ نيابيّةٍ بأسرع وقتٍ ممكنٍ، إذ لم يعد من الجائز بل إنه من الجريمة إضاعة المزيد من الوقت: إنتخاباتٌ نيابيّةٌ بأسرع وقتٍ ممكنٍ حتّى ولو قبل يومٍ واحدٍ من موعدها المحدّد، لأن كلّ يومٍ إضافيٍّ يرتّب علينا مزيداً من الآلام والجوع والعوز والخسائر والويلات”.
وتابع، “من هذا المنطلق بالذات، وفي مناسبة هذه الذّكرى الأليمة بالذات، ومن هذه البقعة المناضلة بالذات، أوجّه نداءً إلى شابّات وشباب لبنان إلى أيّ فئةٍ أو منطقةٍ أو توجّهٍ انتموا، كي نتكاتف جميعاً ونسقط الاعتبارات الضيّقة والشّكوك والتّحفّظات المفتعلة، ونضغط بمختلف الوسائل المشروعة، حتّى يكون مطلبنا واحداً من أقاصي لبنان إلى أقاصيه: إنتخاباتٌ نيابيّةٌ في أسرع وقتٍ ممكنٍ، إنتخاباتٌ لا نخشى فيها أحداً ولا يهمّنا منها إلّا إيصال الصوت التغييريّ الصوت النّظيف الصوت السّياديّ الحرّ للخلاص من الطّغمة المتحكّمة وبدء مسيرة الإنقاذ.”.
كما توجّه إلى “المسؤولين عن انفجار المرفأ، إهمالاً أو فعلاً، شراكةً أو تواطؤً”، قائلاً، “مهما تهربتم، ومهما تحورتم، ومهما تنصّلتم، ومهما تبرّأتم، ومهما حاولتم عرقلة العدالة، وحياة يللي راحوا، رح تتحاكموا”.
كلام جعجع جاء خلال ذكرى ضحايا إنفجار مرفأ بيروت، التي نظمتها منطقة بيروت في “القوات اللبنانية” ولجنة إغاثة بيروت “Ground-0″، واستهلت بمسيرة وفاء حاشدة، تحت عنوان “وحياة يلي راحوا، رح تتحاكموا”، بحضور اعضاء تكتل “الجمهورية القوية”. وقد انطلقت المسيرة من مدرسة الحكمة في الاشرفية بإتجاه شركة الـAudi مقابل المرفأ، حيث اقيم لقاء كبير شارك فيه اعضاء التكتل وفاعليات المنطقة والجمعيات الاهلية.
وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول، “في البدء كان هناك مرفأٌ. وقامت حول هذا المرفأ مدينةٌ اسمها بيروت، شكّلت على مدى العصور رئة لبنان وجوهرته. من دون المرفأ، لا بيروت. وفي لحظةٍ جهنّميّةٍ، غادرة مجرمة مدمّرة، ضرب مرفأ بيروت انفجارٌ شبه نوويٍّ قضى على البشر والحجر، قضى على الأبنية، والمحلّات، والمدارس، والمستشفيات والملاعب، كما ضرب إرثاً ثقافيًّا حضاريًّا هائلاً، راكمته الأجيال والعصور. أبعد بكثيرٍ من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمقدّرات، كانت صدمةٌ وجوديّةٌ حفرت عميقاً وعميقاً جداً في نفوسنا جميعاً، وفي لحمنا ودمنا؛ حفرت عميقاً وعميقاً جداً في لاوعينا الجماعيّ. صدمة ٌ ستترك آثاراً لن تمّحى في ذاكرة الأجيال القادمة جيلا بعد جيل”.
وتابع جعجع، “لبيروت الأبيّة ألف تحيّةٍ وتحيّة. ولأرواح شهدائها ألف صلاةٍ وصلاة. لأرواح شهدائها الذين سقطوا في الأشرفية، الرميل، الصيفي، المدوّر، المرفأ، وفي كلّ أحيائها من الجميّزة، مار مخايل، الجعيتاوي، مستشفى الروم، الحكمة، البدوي، وصولاً الى ساسين ومستشفى رزق والسيوفي وكرم الزيتون، لأرواح شهدائها الذين سقطوا في الخندق الغميق، الدورة وبرج حمود وفي كلّ منطقةٍ من بيروت ومحيطها، ولأرواح شهدائها الذين سقطوا وهم يؤدّون الواجب في فوج إطفاء بيروت. وبالمناسبة فإنني أدعو المواطنين جميعاً لحضور القداس الإحتفالي الذي يقيمه غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المرفأ يوم الأربعاء في 4 آب الجاري للصلاة عن أرواح الشهداء”.
وشدد جعجع على ان “جرح بيروت لم ينل من جسدها وروحها فحسب، بل شكّل وما زال جرحاً نازفاً في ضمير لبنان والإنسانيّة جمعاء. لكنّ الألم مضاعفٌ، لأنّ بيروت بما تلقاه من إنكارٍ وتبرّؤٍ وغسل أيادٍ من دماء شهدائها تغتال مرّتين. نحن أكثر من يعرف قيمة الشّهادة، إنّما الألم الناجم عن شهادة أكثر من مئتي بريءٍ ذنبهم أنّهم اطمأنّوا إلى بقيّةٍ باقية من ضميرٍ لدى أهل السّلطة، هذا الألم أشدّ وقعاً ومرارةً”.
وتوجّه جعجع إلى “شهداء انفجار المرفأ وضحاياه وجرحاه ومنكوبيه”، بالقول: “بقدر ما ننحني لذكراكم ولأوجاعكم، بقدر ما نقف في وجه محاولات تبرئة المرتكبين وحماية المتورّطين. وبقدر ما يهربون من المحاسبة، بقدر ما سنلاحقهم حتّى الساعة”. وتابع، “إخوتنا أهالي الضّحايا، ويا أهلنا في بيروت، كما كنّا دائماً معكم على الوعد والموعد، دفاعاً عن حقّكم في الحياة والحريّة والكرامة والعدالة، نحن معكم دفاعاً عن حقّكم في معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة”.
وأشار إلى أنه “منذ اللحظة الأولى وحتّى النفس الأخير باقون معكم بقدر ما قدّر الله ونبضت عروقـنا. إنّ العديد من الشّهداء والمصابين والمنكوبين هم من رفيقاتنا ورفاقنا، لكنّنا في المصاب الأليم جميعنا سواسية، لأنّ الكارثة لم تميّز بين إنسانٍ وآخر وبين بيتٍ وآخر. إنّ إحقاق الحقّ وجلاء الحقيقة هما عنوانٌ أساسٌ من عناوين نضالنا الحالي ولن نستكين حتّى رفع الحصانات، كلّ الحصانات، وإسقاط الحرمات، كلّ الحرمات، فشهادتكم دينٌ في أعناقنا. فإلى كلّ أمٍّ ثكلى وإلى كلّ أبٍ فقد ابنةً أو ابناً، وإلى كلّ ابنةٍ وابنٍ يتّمتهما لحظة غادرة تختصر سنواتٍ من الاستهتار والتّآمر، إلى كلّ أختٍ وأخٍ وإلى كلّ حبيبةٍ وحبيبٍ، قضيّتكم قضيّتنا. لن نتخلّى عنها مهما كلّف الأمر وطال الزمن، لاسيّما بعدما أظهره المحقّق العدليّ من جدّيّة. أمّا إذا حاولوا إحباطه وإفشاله، فإنّ ورقة التّحقيق الدّوليّ ستبقى في يدنا ونواصل السّعي لبلورتها من دون كللٍ أو مللٍ للوصول إلى ما يرضي الشّهداء في سمائهم”.
واستطرد جعجع، “نحن اليوم في دوّامة أزمةٍ غير مسبوقةٍ أوصلتنا إلى هذا الدّرك وطنيّاً ودستوريّاً وسياسيّاً وماليّاً واقتصاديّاً ومعيشيّاً. لا داعٍ لمزيدٍ من التّوصيف للأزمة لاننا نعيشها جميعاً ويوميّاً، ألأهمّ أن نعرف أنّ جلّ ما تهدف إليه المجموعة المتحكّمة بالسّلطة حاليّاً هو أن تبثّ اليأس وتزرع الإحباط، حتّى نتخلّى عن روح المقاومة والصّمود ونستسلم في منتصف الطّريق من دون أن ننجز عمليّة التّغيير المطلوب. من هنا علينا ألا نقع في اليأس والإحباط بالرغم من المعاناة المتفاقمة وأن نتمسّك بأهلنا وعائلاتنا وبلداتنا ومدننا وبوطننا أكثر فأكثر، والأهمّ أن نتمسّك بمستقبلنا أكثر من أيّ وقتٍ مضى. كونوا على ثقةٍ أنّ الحلول ممكنةٌ ومتوافرة، عندما يوجد أناسٌ يسعون إليها. ولذلك لا بدّ أن نلتزم ببعض المسلّمات: أوّلاً: رفض اليأس أو محاولات التّيئيس والإحباط، على الرّغم من كلّ وجعنا وألمنا وانسداد الأفق، واتّخاذ قرارٍ ضمنيٍّ وحاسمٍ بالمواجهة أيّاً تكن الصّعاب والتّحدّيات. ثانياً: ألتّعاون والتعاضد فيما بيننا كي نجتاز معاً المرحلة الصّعبة الراهنة. ثالثاً: والأهمّ، ألمبادرة إلى خوض المعالجة الجذريّة لأزمتنا المتمادية، من خلال تغيير المجموعة الحاكمة، تغييرٌ لن يتمّ إلا عبر انتخاباتٍ نيابيّةٍ بأسرع وقتٍ ممكنٍ، إذ لم يعد من الجائز بل إنه من الجريمة إضاعة المزيد من الوقت:إ نتخاباتٌ نيابيّةٌ بأسرع وقتٍ ممكنٍ حتّى ولو قبل يومٍ واحدٍ من موعدها المحدّد، لأن كلّ يومٍ إضافيٍّ يرتّب علينا مزيداً من الآلام والجوع والعوز والخسائر والويلات.
من هذا المنطلق بالذات، وفي مناسبة هذه الذّكرى الأليمة بالذات، ومن هذه البقعة المناضلة بالذات، أوجّه نداءً إلى شابّات وشباب لبنان إلى أيّ فئةٍ أو منطقةٍ أو توجّهٍ انتموا، كي نتكاتف جميعاً ونسقط الاعتبارات الضيّقة والشّكوك والتّحفّظات المفتعلة، ونضغط بمختلف الوسائل المشروعة، حتّى يكون مطلبنا واحداً من أقاصي لبنان إلى أقاصيه: إنتخاباتٌ نيابيّةٌ في أسرع وقتٍ ممكنٍ، إنتخاباتٌ لا نخشى فيها أحداً ولا يهمّنا منها إلّا إيصال الصوت التغييريّ الصوت النّظيف الصوت السّياديّ الحرّ للخلاص من الطّغمة المتحكّمة وبدء مسيرة الإنقاذ”.
وشدد جعجع على أن “القوات اللبنانيّة أثبتت في مختلف المراحل وفي مختلف المجالات أنّها على قدر المسؤوليّة، بأعلى درجاتها، من دون وجلٍ أو ارتباك. إنها تنفّذ ما تعد به بصدقٍ وشفافيّةٍ واستقامة، والأمثلة كثيرةٌ حيثما حللنا وتولّينا المهمّات، في مختلف الوزارات وفي النّدوة النّيابيّة تشريعاً ومحاسبةً، وفي المناطق المختلفة خصوصاً تلك التي أعطتنا شرف تمثيلها بالكامل. أدعوكم يا شابّات وشباب لبنان للتكاتف معاً لأنّ القوات فعلاً لا قولًا ناضلت وتناضل للوصول الى جمهوريّةٍ فعليّةٍ قويّة، جمهوريّةٌ تحمي شعبها وتؤمّن له سبل العيش الحرّ الكريم”.
واستطرد، “القوات اللبنانية ناضلت وتناضل لمكافحة الفساد، وحاربت وتحارب عند اللّزوم وجهاً لوجهٍ في المؤسسات الدستوريّة وكما يحصل الآن بموضوع رفع الحصانات، بالفعل وليس بالقول، بالمواجهة وليس فقط بالتّمنّي والاستنكار. لقد مرّت القوات اللبنانيّة باختباراتٍ وتحدّياتٍ نضاليّةٍ كثيرة، ولديها التجربة اللّازمة والتّمرّس والممارسة المطلوبان وتعرف كيفيّة التّصرّف بإصرارٍ وصلابةٍ ووعيٍ وحكمة. فتجربتنا الطّويلة والمضنية صقلت فينا العزيمة وصلّبت عودنا وتعوّدنا مواجهة الصّعوبات والعراقيل والاضطهاد والاعتقال والتّنكيل والإرهاب والتّرهيب والابتزاز بأبشع صورهم”.
وقال، “أدعوكم كي نتكاتف معاً لأنّ القوات اللبنانيّة أثبتت أنّها تمثّل حالةً شعبيّةً واسعة وحالةً تنظيميّةً كبيرةً على مستوى الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ناهيك عن بلاد الانتشارحيث يبرز حضورها المتميّز والمتقدّم جدّاً. إنّ الوقت والفرصة اليوم هما لتجميع القوى وتضافر الجهود حتّى نستطيع جميعاً وعبر جهودنا الموحّدة الخلاص من الطّغمة الحاكمة. سنخسر معاً رهان التّغيير إذا عملنا مشتّتين متفرّقين. ولن نكسب إلاّ معاً رهان التّغيير”.
وتوجه إلى “المسؤولين عن انفجار المرفأ، إهمالاً أو فعلاً، شراكةً أو تواطؤً”، قائلاً، “مهما تهربتم، ومهما تحورتم، ومهما تنصّلتم، ومهما تبرّأتم، ومهما حاولتم عرقلة العدالة، وحياة يللي راحوا، رح تتحاكموا”.
مواضيع ذات صلة :
جعجع: برافو لقوى الأمن! | هجوم لاذع من “القوات” على “الممانعة”.. وجعجع: هذا هو السبيل الوحيد للخروج من أزمة الرئاسة! | الملف الرئاسي أسير “الشروط الملزمة”.. و”القوات”: هنا يكمن “نكران الجميل”! |