مرحلة تكسير العظام؟

عام على ينابيع الدماء وجثث الشهداء، وعلى تاريخ العار والوحل والوقاحة الذي يكلل شرف ورؤوس معظم المسؤولين في لبنان، عام وليس لدى هذه الدولة سوى محاولة إلغاء دويّ جريمة العصر، التي لم تدمر المرفأ ونصف العاصمة بيروت، بل دمرت لبنان وهيبة لبنان المهشّمة.

عام على الوحش الذي مزق قلوبنا ومزق بلدنا ومزق كل حرف في ابجدية هذا البلد المحتل الراضخ والراكع والمذلول، بحراسة العصابة السياسية التي تمص دمه وتقتل ابناءه وتدمر مستقبله، وليس مَن يهتم، وقد ملأت دماء الشهداء البحر، والدولة وعصاباتها الحاكمة، يراهنون على النسيان، لكن الدم لا ينسى، ويراهنون على مساخر الحصانات لحماية انفسهم من المحاكمة.

عام على الفجيعة واهل الضحايا في المرارة والدموع، وشرف الدولة في الوحول، سواء لجهة عراضات الحصانات، ولا حصانة لأحد امام الجريمة المدوية والدم الصارخ، والمنكوبون ينتظرون منذ عام نتيجة التحقيق، الذي قال الرئيس عون انه سيكون ناجزاً خلال خمسة أيام، ويبدو ان هذا قد لا يحصل ولو بعد خمسين عاماً

في أي بلد من مجاهل الدنيا، كان يُفترض ان يكون للإنفجار في الرابع من آب الماضي، صدى وتردد يمزقان كل هذه الطبقة السياسية ويدمرانها تماماً كما دُمر المرفأ وبيروت، لكنهم مفعمون بعدم الحسّ والوقاحة، ولن يصدّق التاريخ البشري انه لم يستقل واحد منهم ولم يحرق واحد منهم نفسه أمام ذلك الوحش المنتصب كالهول، يصفعنا يومياً ونحن نمر امامه مجرد ضحايا، إنْ لم يكن قد مزقنا الإنفجار فتمزقنا الأحزان في كل لحظة!

أهالي الضحايا أمهلوا المسؤولين مدة ثلاثين ساعة ليروا ماذا يريدون ان يفعلوا في مسألة الحصانات والأذونات، محذرين من ان زمن التحركات السلمية الروتينية قد انتهى والتوجه اليوم نحو تحركات “كسر العظم”، ولكن حتى التهديد بكسر العظم لا يهمهم، فهم يعتبرون ان الحصانات اقوى منه، وفي ذهن كل منهم اننا نحن الدولة ونحن العصا ونحن البندقية.

نعم المطلوب في النهاية عملية تكسير عظام معظم المسؤولين، فلا خلاص للبنان إلا اذا تم القاء الفاسدين من المسؤولين في براميل النفايات، وإلا فنحن نسرع الخطى الى حرب أهلية طاحنة!

المصدر: راجح خوري – صحيفة النهار

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us