مجلس الكوما
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
مساء الرابع من آب أطلقت ثلاث قذائف باتجاه فلسطين المحتلة سقطت قذيفتان في الأرض المحتلة والثالثة في أرضنا المحررة. واضح من دقة الرماية أن منظمة فلسطينية ارتأت أن الوقت ملائم لتحرير نهاريا. بادرت من دون إيعاز ولا “قبّة باط”. ردّ الجيش الإسرائيلي على سهل الخيام. ردُّ رفعِ عتب. لكن الأمور الميدانية تطورت في اليوم التالي بدخول “الأصيل” المحترف على الخط فوجّه قذائفه باتجاه قاعدة دوف. حوالى 20 قذيفة كدفعة على الحساب. في السادس من آب تطور الموقف في جنوب البلاد وبدا التناغم واضحاً بين الحزب وأدواته الفلسطينية في تسخين الجبهة الجنوبية.
انها الخامسة من بعد ظهر الجمعة.
لم يدعُ الرئيس المجلس الأعلى للدفاع. بل اكتفى بالكلاسيكيات، أي إعطاء التوجيهات “للاهتمام بالسكان الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف الاسرائيلي تحسباً لاي تصعيد، وتوفير الحاجات الضرورية لهم”.
أما رئيس الحكومة حسّان دياب، فأوعز إلى مندوبة لبنان لدى مجلس الأمن بتقديم شكوى عاجلة.
ماذا يفعل أعضاء مجلس الدفاع الأعلى في هذا الوقت، خصوصاً العسكريون منهم؟
الأرجح أنهم يتابعون شاشة الحدث، ومن المؤكد أنهم قرأوا على أحد المواقع الإلكترونية أن “مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم” ولم يخطر ببال أحدهم أن يرفع السماعة ويتصل برئيس المجلس الأعلى لحضّه على دعوتهم، على الأقل كي يفهموا من يعمل على سوق البلاد إلى الحرب. وبمن تأتمر مجموعات الشهيدين محسن وطحّان.
إنها الخامسة تماما بتوقيت بيروت.
مجلس الدفاع في قيلولة طويلة منذ بعد ظهر الرابع من آب 2021. وحدات المقاومة الإسلامية متأهبة وعيون عناصرها شاخصة إلى الهدف. ربما دقّت ساعة الصفر لضرب العمق الإسرائيلي. أحدٌ في مجلس الدفاع الأعلى لا يعرف ماذا يدور في ذهن المرشد الأعلى للجمهورية. ومتى يقرر أن يفرغ جزءا من صواريخه فوق مواقع العدو ومنشآته المدنية والعسكرية. في أي حال المجلس لا يحشر أنفه بين “حزبُ الله” والكيان الإسرائيلي الغاصب.
وضع المناطق الحدودية لا يدخل ضمن دائرة اهتمامات مجلس الدفاع الأعلى، كما الإشتباكات بين آل شمص وآل جعفر الكرام، كما تخزين النيترات. اللواء الأسمر مثلي تماماً عرف بوجود النيترات قبل سنة وثلاثة أيام من الملاحق الإخبارية. في النهاية هو أمين عام وليس رئيساً. هو أمين عام مجلس ملي. والمجلس هذا أحرص الحرصاء على ألا يقطع الزعران أوتستراد جل الديب كما سبل الوصول الآمن إلى القصر الجمهوري لكل الشعب وكذلك يدخل في صلب مسؤولياته السهر على الأمن أمام محطات المحروقات. مجلس الدفاع الأعلى هو مزيج من مجلس أمن داخلي وهيئة إستشارية بديلة عن الحكومة المستقيلة، تجتمع في قاعة مزدانة بالأعلام. تأخذ توجيهات القائد الأعلى في مسائل حياتية كتحسين الأداء في المطار ومكافحة الغش والإحتكار ويمضي أعضاؤه إلى التنفيذ.
إنها الخامسة بعد الظهر
هل يجتمع مجلس الكوما قبل نشوب الحرب العالمية الشرق أوسطية أو بعد انفلات الصواريخ من عقالها؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |