ميدالية الأولمبياد الذهبية للبرازيل للمرة الثانية على التوالي.. الذهب للمذهّب

رياضة 8 آب, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

مرة أخرى تثبت البرازيل أنها تعرف من أين تؤكل الكتف عندما يتعلق الأمر بحصد الألقاب والميداليات حيث نجحت في حصد ذهبية أولمبياد طوكيو لكرة القدم وخطفت الذهب للمرة الثانية على التوالي بعد الذهبية نفسها التي ظفرت بها على أرضها في الأولمبياد الأخير عام 2016 في ريو دي جانيرو. وقد كان بعض أخصام منتخب السامبا يعيرونه أنه بالرغم من كؤوس العالم الخمس والبطولات القارية التسع لكوبا أميركا التي تزين خزائنه بأنه كانت تنقصه ذهبية الأولمبياد. لكن ها هي البرازيل تنجح في اختطاف ثاني ذهبية لها على التوالي وتسكت منتقديها. وقد ابتسمت الكرة للبرازيليين مرتين تواليًا في الأولمبيادين الأخيرين بعد ان عاندتها مرتين تواليًا في ثمانينيات القرن الماضي وتحديدًا في أولمبيادي لوس انجليس عام 1984 في الولايات المتحدة وسيول عام 1988 في كوريا الجنوبية عندما حلت وصيفة مرتين ورضيت بميداليتين برونزيتين، واحدة أمام فرنسا وثانية أمام الإتحاد السوفياتي السابق.

بالعودة إلى الذهبية الحالية، فقد نجح نجوم السامبا الأولمبيين في خطف الذهب بعد مباراة جميلة ومثيرة أمام منتخب أسبانيا وأثبتوا للجميع أن البرازيل قادرة على المنافسة مهما كان وضعها. وبعد نكسة الكوبا أميركا الأخيرة التي خسرها البرازيليين على أرضهم امام غريمهم التقليدي وخصمهم اللدود منتخب التانغو الأرجنتيني وسمحوا لليونيل ميسي بتحقيق أول لقب دولي له مع منتخبه أمام مدرجات خالية ولكن على أرض البرازيل، ها هم يعوضوا خيبتهم وينالوا ميدالية من أبرز الميداليات وأكثرها جذبًا للإهتمام في الأولمبيادات الصيفية، ناجحين في الدفاع عن ذهبيتهم الأخيرة التي نالوها على أرضهم وأمام جمهورهم بقيادة نجمهم نيمار. ولذهبية طوكيو نكهة مختلفة لعدة أسباب: فباستثناء كونها الثانية تواليًا للبرازيل، فهي رُبحَت في طوكيو وهي العاصمة التي شهدت على فوز المنتخب الأصفر بآخر كأس عالم عام 2002 عندما هزم رونالدو منتخب ألمانيا في النهائي ولكونها تُكسَب بغياب معظم نجوم الصف الأول.

وبعد 19 عامًا على إحرازها آخر كأس عالم لها، ها هي البرازيل تحصد ذهبية جديدة ولقب جديد أمام منتخب اسبانيا بفوزها عليها بنتيجة 2-1 بعد مباراة دراماتيكية لم تُحسم إلا في وقتها الإضافي بعدما نجح لاعب البرازيل الإحتياطي مالكوم من اختراق الجناح الإسباني الأيسر وتسديد كرة عجز حارس إسبانيا أوناي سيمون عن صدها وينجح بهدها البرازيليون في إدارة اللقاء لصالحهم ونيل الذهبية بالرغم من إضاعة مهاجمهم وهدافهم ريتشارليسون لضربة جزاء بنالتي في الشوط الأول. وبالرغم من أن المنتخب الأوروبي كان يعج بنجوم المنتخب الأول أمثال الحارس سيمون وميكيل أويارزابال وماركو أسينسيو وبيدري وداني أولمو وإريك غارسيا وباو توريس وغيرهم، لم يشكل هذا الموضوع أي إعاقة للبرازيليين الذين أداروا اللقاء باقتدار وصنعوا العديد من الفرص التي لو استغلوا بعضًا منها لتمكنوا من الخروج من اللقاء بنتيجة أكبر بكثير. وبالرغم من كل نجوم المنتخب الموجودين في طوكيو، لم ينجح الإسبان في تقديم ما كان جمهورهم يأمل منهم خلال الدورة وذلك بالرغم من وصولهم إلى النهائي.

بالمقابل، صحيح أن مستوى البرازيل لم يرتقي إلى أفضل ما يكون ولكنه نجح في تقديم أفضل ما يمكن مما أهّلهم للذهاب إلى أبعد ما يمكن وخطف الذهب.

ويمكن القول عن هذا النهائي أن مفتاحه كان بين يدي المدربين البرازيلي أندري جاردين ونظيره الإسباني أندريه دي لا فوينتي كاستيلو اللذان عرفا كيف يديرا اللقاء مع أفضلية لجاردين. والدليل على ذلك هو أن الهدفين الأخيرين سجلا من قبل لاعبين أحتياطيين حيث عادل أويارزابال لإسبانيا في الوقت الأصلي قبل أن ينجح الإحتياطي الآخر مالكولم في منح التقدم للبرازيل في الوقت الإضافي.

ولكن يبقى السؤال الذي لا ينفك يشغل بال الجمهور البرازيلي وهو: إلى متى سيطول انتظار بلاد كرة القدم للفوز بلقب كأس العالم؟ فحتى لو ظفرت البرازيل بكل ألقاب الكون، لا يمكن لشيء أن يشبع نهم الجمهور المجنون بكرة القدم سوى لقب كأس العالم. المنتخب الأول الذي يديره تيتي متخب جيد ولكنه خيب الآمال مؤخرًا بعد ظهوره بمستوى متوسط وخسارته لنهائي كوبا أميريكا أمام غريمتهم الأرجنتين.

لكن لو عرف البرازيليين إيجاد التوليفة المناسبة بين المنتخبين الأولمبي والأول فبإمكانهم الفوز بأول لقب عالمي في السنة المقبلة في قطر بعد انتظار دام 20 عامًا وذلك بالرغم من حدة المنافسة وعلو كعب عدة منتخبات أوروبية وغير أوروبية لمنع البرازيل من تحقيق لقبها السادس.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us