الحكومة المفيدة تتبع إيران وليس لبنان!

لبنان 28 آب, 2021

كتب عماد الدين أديب في صحيفة “الشرق“:

ما هي مواصفات الحكومة اللبنانية المفيدة من وجهة نظر طهران؟؟

إن لم تكن تشكيلة الحكومة اللبنانية المقبلة مفيدة من قبل طهران، فهي ليست مقبولة، وبالتالي هي -حكماً- ممنوعة من التشكيل.

تشكيل الحكومة اللبنانية للجمهورية اللبنانية لا يتحدد في بيروت ولكن في طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبالتالي فإنّ التأليف والتشكيل والتكليف مصدره ليس قصر بعبدا ولكن حارة حريك في الضاحية الجنوبية.

من هنا يمكن أن نفهم أسباب استقالة سعد الحريري في ٢٠١٩، واعتذاره في الشهر الماضي عن تشكيل الحكومة، والتعثر الحالي لحكومة نجيب ميقاتي.

سنّة لبنان يريدون حكومة ذات كفاءة مستقلة عن التأثيرات الخارجية، لا تقوم على كسر الوزن السياسي لهم، ولا تصبح حكومة “ماريونيت” تحركها أصابع طهران وسوريا بواسطة جبران باسيل وسماحة السيّد.

الاعتداء على الدور السنّي في التوازن السياسي وفي معادلات الوفاق هو هدف استراتيجي لكل من طهران ودمشق تجلّى بقوة في عملية الاغتيال الوحشي لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتجلّى في قافلة الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر على مدار السنوات.

المطلوب مباشرة هو إلغاء مشروع الحريرية السياسية حتى لا تقوم قائمة لدور سنّي سياسي، مما يؤدي الى سيطرة كاملة لتحالف عون مع حزب الله يجعل من لبنان ولاية إيرانية تخدم طهران والنظام الامني السوري في دمشق.

هؤلاء لا يهمهم أن تأتي استثمارات، ولا سياح، ولا ودائع في البنوك، ولا تعاون دولي، ولا مساعدات أجنبية، ولا أي نشاط اقتصادي خليجي، ولا ١٢ مليار دولار كمشروعات عملاقة من مؤتمر سيدر.

هؤلاء لا يهمهم أن تأتي حكومة قادرة على إقناع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية بأنّ لبنان دولة صحية قابلة للاستثمار.

هؤلاء يتجاهلون أنّ جهود رفيق الحريري وسعد الحريري جذبت الى لبنان منذ مؤتمر باريس واحد حتى مؤتمر “سيدر” ما قيمته ٣٤ مليار دولار أميركي.

هؤلاء لا يعنيهم أن تكون هناك حكومة تكون مصدر ثقة واطمئنان للعرب والعالم والمؤسّسات الدولية.

هؤلاء لا يعنيهم أنين وصراخ رب أسرة يبحث عن “ربطة خبز” أو سائق يبحث عن “صفيحة مازوت أو بنزين” أو أم تتسوّل دواء لابنها، ولا لأسر تحلم بساعة واحدة من الكهرباء، ولا بمدرسة أو جامعة بحاجة الى “واي فاي”.

هؤلاء لا تعنيهم حالة الاكتئاب العام، والإحباط الوطني أو تمني البعض أن يدركهم الموت ولا الغضب الشعبي للشباب الذي يحلم بالهجرة.

فليذهب ٤.٥ ملايين لبناني ولبنانية الى الجحيم من أجل:

١- أن يصبح جبران باسيل رئيساً.

٢- أن تستمر محاصصة الفساد.

٣- أن يظل لبنان ورقة مقايضة لإيران.

٤- أن يظل لبنان نافذة تهريب لاحتياجات نظام سوريا المأزوم.

كلها أهداف لا علاقة لها بالحقوق الانسانية للبشر، ولا علاقة لها بقسم العهد، ولا بمبادئ الدستور، ولا بأبسط قواعد الدولة الوطنية.

هنا نأتي الى السؤال العظيم: ما هي مواصفات الحكومة المقبلة بمقاييس جبران، وإيران، وسوريا؟

١- الحكومة المفيدة هي التابعة تماماً للرئيس عون، بمعنى أن يكون رئيس الحكومة مديراً لمكتب رئيس الجمهورية لشؤون الوزراء يأتمر بأمره ولا يتصرّف إلاّ حسب هوى ومصالح جبران.

٢- الحكومة المفيدة هي التي تمنع تماماً عن اتخاذ أي قرار ضد مصالح إيران وسوريا في أي محفل من المحافل الدولية، بحيث يكون وزير الخارجية ممثلاً لمصالح إيران وليس لبنان.

٣- أن يكون لدى حزب الله الثلث المعطل، وأن يكون للرئيس وزراءه.

٤- أن توافق هذه الحكومة، كما النظام والقانون والدستور بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

٥- أن تسيطر هذه الحكومة على اتجاهات التحقيقات الجارية بحيث تنتهي الى ان ما حدث في المرفأ هو إهمال جسيم وأن يتم اتهام موظفين بشكل إداري بدلاً من تحديد إجابات واضحة على ٤ أسئلة:

أ- مَن جاء بمادة النيترات شديدة الانفجار؟

ب- لحساب مَن؟

ج- مَن تآمر لتخزينها لسنوات؟

د- مَن كان يستخدمها؟

٦- الحكومة المفيدة هي التي تحافظ على محاصصة الفساد في الكهرباء، واستيراد المازوت، وفي توزيع المساعدات.

٧- الحكومة المفيدة هي تحوّل مئة ألف بطاقة تمويلية من أداة دعم اجتماعي للأسر الفقيرة الى حد الانهيار الى وسيلة رشوة سياسية لشراء أصوات للانتخابات البرلمانية المقبلة.

الحكومة المفيدة بمفهومهم لا يمكن أن تكون: “مستقلة، ولا متخصصة، ولا نظيفة، ولا بعيدة عن الطائفية، ولا لبنانية”.

لك الله يا لبنان!

خلاصة القول هي اللاحكومة التي تؤدي الى تمديد حكم الرئيس عون فيستمر عهده السعيد ليصبح كابوساً خانقاً لكل لبناني ولبنانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us