هل الأجهزة القابلة للارتداء تسبب قلقًا صحيًا للمرضى؟
تعتبر الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية أداة مفيدة في أمراض القلب، إذ إنها تساعد الأطباء في تثقيف المرضى، وتمنح الباحثين إمكانية الوصول إلى بيانات حول الاتجاهات الصحية. ولكن بالنسبة لبعض المرضى، يمكن أن تسبب ضررًا أكثر من نفعها.
وبعد عام واحد من تشخيص إصابتها بالرجفان الأذيني، وهي حالة قلبية تسبب عدم انتظام ضربات القلب، عانت امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا من مشكلة جديدة تتمثل بالقلق الصحي التي أثارتها ساعتها الذكية.
وبالرغم من عدم وجود أعراض مقلقة، أصبحت المريضة أكثر انشغالًا وقلقًا بشأن الإشعارات الواردة من ساعتها. وسجلت على مدار عام واحد 916 تسجيلًا لتخطيط القلب من خلال جهازها.
وتقول ليندسي روزمان، الأستاذة المساعدة في الطب في قسم أمراض القلب في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، التي كتبت عن الحالة في ورقة بحثية جديدة: إن هذه المريضة ليست غريبة.
وأضافت: هذه مجرد مثال واحد على نمط شوهد في عيادات أمراض القلب. إذ كان المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب أو خفقان القلب يأتون إلى العيادة مع كميات كبيرة من الأوراق التي تحتوي على بيانات من ساعاتهم الذكية.
وتقول روزمان: الأجهزة القابلة للارتداء مفيدة. ولكن قد يكون لها تأثير غير مقصود على بعض المرضى في الوقت نفسه، حيث تخلق الأجهزة القابلة للارتداء هذا القلق وتديمه.
ومن المحتمل أن تأتي بعض المشاكل من الوصول المستمر إلى المعلومات الصحية عند الطلب. ويمكن للأجهزة القابلة للارتداء أن تخلق هذا النمط من مراقبة الأعراض المرضية.
ولاحظت روزمان أيضًا أن العديد من المرضى انزعجوا من القراءات غير الضارة، مثل إشعارات ارتفاع معدل ضربات القلب من التمرين، أو عندما قالت الأجهزة القابلة للارتداء أن القراءة غير حاسمة أو غير متسقة.
تم تفسير هذه النتائج بشكل خطأ على أنها خطر محتمل، ودفعتهم إلى استخدام الجهاز بشكل متكرر. وهذا ما حدث للمريضة البالغة من العمر 70 عامًا، إذ تصاعد استخدامها لتخطيط القلب في أي وقت تتلقى فيه إشعارًا.
وقد يكون من الصعب على الأطباء التعامل مع الحجم الهائل للمعلومات التي يتم إنتاجها عندما يقوم المرضى بفحص ضربات القلب باستمرار.
ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى توتر العلاقات بين الأطباء والمرضى. وقد يشعر المرضى وكأنهم يواجهون مشكلة. ولكن الطبيب قد لا يرى ضرورة لتغيير العلاج.
وتقول روزمان: قد يكون هناك تناقض بين ما يعاني منه المرضى وما يعتقدون أنه خطير وما يفعله مقدمو الرعاية الصحية.
وليس من الواضح حتى الآن نسبة المرضى الذين قد يعانون من هذا النوع من القلق، أو ما هي عوامل الخطر التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به.
وتأمل روزمان في الحصول على صورة أفضل لكيفية تأثير هذا النوع من القلق في صحة المريض ونوعية حياته. وإذا كانت هذه الأنماط تدفع الناس إلى البحث عن رعاية طبية غير ضرورية.
ولا تنتقص احتمالية إصابة شخص ما بالقلق الصحي أثناء استخدام الجهاز القابل للارتداء من فوائده المحتملة. ولكن يجب على الأطباء وشركات التكنولوجيا أخذ هذه المشكلة في الاعتبار.
ويجب العمل معًا لتطوير معلومات تثقيف أفضل للمرضى حول كيفية استخدام الأشخاص للجهاز وكيفية تفسير هذه البيانات. وتميل المعلومات حول البيانات الصحية من شركات التكنولوجيا إلى التعقيد في الوقت الحالي.
المصدر :البوابة العربية للأخبار التقنية
مواضيع ذات صلة :
تحذير من الإصابة بأمراض بسبب الهواتف! | 3 أنواع من الأطعمة تؤدي إلى العمر القصير… تجنبوا تناولها بكثافة! | كيف يمكن لقشور البرتقال تقليل خطر أمراض القلب؟ |