دراسةٌ تُدْمي القلوبَ…
كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :
صدرَ تقريرٌ مؤخراً عن منظمةِ الاسكوا التابعةِ للاممِ المتحدةِ التي تهتمُ وتُعنى بالامورِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ… تقريرٌ أقلُّ ما يُقالُ فيهِ أنه يضعُ يدهُ على الجرحِ النازفِ .
لكنَ مسؤولينا “الكرامَ” سيتغاضونَ عنهُ رحمةً بأنفسهم وبمسِّ إحساسهم وشعورهم ونبضاتِ قلوبهم المتحجِّرةِ.
إن تنازلوا وقرأوا مضمونها، وإن كانوا من الشرفاءِ لاستقالوا خجلاً.
كما نُدركُ حالهم لن يعطوا لهذهِ الدراسةِ ايَّ اهميةٍ لانهم واعونَ جداً أنهم اوصلوا البلدَ منذُ 25 عاماً الى هذهِ النتيجةِ المأسويةِ ،وليس بالهم بالجداولِ وارتفاعِ نسبِ الفقرِ على صعيدِ كلِّ الناسِ دونَ استثناءٍ؟
***
نضعُ الدراسةَ كما وردتنا تسهيلاً للقراءِ ونكملُ دربَ الآلامِ بعدها:
– ارتفاعُ نسبةِ الفقرِ في لبنانَ من 42 % الى 82 %
– مليونُ اسرةٍ باتتْ تحتَ خطِّ الفقرِ .
– نسبةُ الاسرِ المحرومةِ من الاستشفاءِ ارتفعت من 9 % الى 33 % في 2021
– نسبةُ كبارِ السنِ الفقراءِ ارتفعتْ من 44 % الى 78 % في 2021
– نسبةُ الاغنياءِ 10 % من السكانِ .
النسبُ التي وضعتْ تظهرُ المأساةَ الحقيقيةَ ولا يهمنا أينَ كنَّا، بل أينَ اصبحنا في عام 2021 ؟ وأينَ سنُصبِحُ في العام 2022 ،
إذا بقيتْ الامورُ على هذهِ الوتيرةِ من التعنُّتِ والعنادِ وإنكارِ ما نحنُ فيهِ!
البكاءُ على الاطلالِ لا يجدي نفعاً ، كما الصراخُ، كما التنظيرُ، كما الكتابةُ ربما ، لقد وقعتْ الواقعةُ وقُضِيَ الأمرُ .
***
في علمِ الاداراتِ الحديثةِ ، هناكَ دولٌ كثيرةٌ مثلُ قبرصَ واليونان، إنهارتْ وعادت بفضلِ إجراءاتٍ قاسيةٍ أتخذتها سلطاتها ،
وبفضلِ تحذيراتٍ قاسيةٍ وشروطٍ اقسى وضعها الاتحادُ الاوروبي عليها ، فعادتْ أفضلَ مِما كانتْ عليهِ وفي خلالِ سنتينِ فقط :
أجرتْ انتخاباتٍ نيابيةً لأعادةِ إنتاجِ السلطةِ .
عمدتْ إلى تطهيرِ الإدارةِ ولاسيما الماليةُ منها .
فقفزتْ من دولٍ وصلتْ إلى الانهيارِ وجهنمٍ، إلى دولٍ بدأتْ تتعافى واقتربتْ من مرحلةِ النقاهةِ والشفاءِ.
***
نعودُ الى حالتِنا البائسة ، المنطقُ يقولُ أن على ممسكي زمامِ الحكمِ والتحكُّمِ ، القيامِ بالخطواتِ التاليةِ:
تجميدُ وضعِ كلِّ النسبِ المذكورةِ، كيفَ يكونُ ذلكَ ؟
من خلالِ تأليفِ حكومةٍ،
ما زالَ تشكيلها او عدمُ تشكيلها، رهنَ مزاجيتكم وتعنُّتِكم، واعتمادكم فقط على حساباتكم الخاصةِ.
أليسَ عندكم شيءٌ من الإبداعِ والإبتكارِ اللبنانيِّ ؟
فقط للتاريخِ ، ولعِلمِ الاجيالِ الشابةِ :
لبنانُ من حقبةِ 1995 الى 2021 انهارَ على كلِّ المستوياتِ ، فماذا عن الفاسدينَ المقتدرينَ الكبارِ؟
هنا بيتُ القصيدِ :
يكشفُ التقريرُ أن الاسكوا كانتْ قدَّرتْ أنه يمكنُ للعُشْرِ الأغنى من اللبنانيينَ،
الذينَ كانوا يملكونَ ثروةً قاربتْ 91 مليارَ دولارٍ آنذاك،
تسديدُ كلفةٍ للقضاءِ على فقرِ الوطنِ من خلالِ تقديمِ مساهماتٍ سنويةٍ لا تتعدى نسبةَ 1% من ثرواتهم المنهوبةِ.”
***
لماذا تضييعُ وتقطيعُ الوقتِ ؟
هل مَن ضميرٍ لمسؤولٍ واحدٍ أن يتبنى اقتراح الاسكوا، انهُ احدُ الحلولِ المؤقتةِ،
الى أن يفرجها الربُّ علينا بالخيرِ.
مواضيع ذات صلة :
فقراء لبنان 2.7 مليون.. أين حكومة تصريف الأعمال؟ | تقرير مخيف عن تداعيات كورونا.. الأغنياء يزدادون ثراءً | في الحمرا… العم ألبير مرمي على الطريق و”خلصت الانسانية بهالبلد”! |