جعجع: عهد عون هو عهد الخراب والوباء
اشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلى أن “عوامل عدة داخلية وخارجية وإقليمية تداخلت وأدت إلى ولادة الحكومة في هذا الوقت، لكن لا يهمني صراحة الخلفيات التي أدت إلى تشكيلها بل المهم ماهية هذه الحكومة”.
وخلال حديث مع قناة “الحرة”، لفت جعجع إلى أنه “بغض النظر عن النوايا الجيدة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض وزرائها المحترمين، يبقى أن القوى الفاعلة وراء هذه الحكومة هي ذاتها من كان وراء الحكومات السابقة منذ 5 و6 و7 و8 سنوات، وهم من أوصلوا البلد إلى ما وصلنا إليه. ونحن لسنا متفائلين كثيراً بهذه الحكومة انطلاقاً من هذا العامل، لكن ذلك لا يمنع من أنها إذا قامت بأي عمل جيد سنثني عليه ونساعدها أيضاً”.
وأكد أن “موازين القوى الإقليمية والدولية، بالنسبة لنا، تكون إما عامل مساعد أو عامل معرقل، لكنها لا تؤثر لا على طروحاتنا ولا مواقفنا السياسية”. وتابع: “إننا لا نراهن على هذا الأمر أساساً، فسياستنا هي هي ومبنية على مجموعة قناعات ومبادئ وارتكاز فكري وطني بامتياز منذ البدء لغاية اللحظة، وبالتالي لا تتأثر سياستنا بكل هذه العوامل ومستمرون بها”.
كما رأى جعجع أن “السعودية أو مصر أو دول الخليج بشكل عام تشكّل المساحة الإستراتيجيّة للبنان، وبالتالي نفتخر بعلاقاتنا بهذه الدول وعلينا جميعاً كلبنانيين أن نعمل من أجل تعزيز علاقاتنا بهذه الدول بدءاً من السعوديّة، مروراً بمصر ودول الخليج الأخرى وصولاً إلى الدول العربيّة الأخرى عندما تستقيم الأمور فيها”.
وشدد على أن “المطلوب من الحكومة الجديدة سهل جداً، فهي تريد المساعدات من السعوديّة ودول الخليج، وفي الوقت ذاته المكوّن الأساسي وراء هذه الحكومة هو “حزب الله” وحلفائه، من دون الدخول بأي تسميات لهذه الحكومة، وهذا أمر واضح باعتبار أن الحزب و”التيار الوطني الحر” وحلفائهما لديهما أكثر من ثلثي الحكومة وبالتالي هم المؤثرين الأساسيين فيها”.
واعتبر أنه “علينا أن ننتظر لنرى، لسبب بسيط وهو أن ميقاتي لديه نظرة في هذه الأمور ومصمم على تنفيذها، والسؤال يبقى إلى أي مدى سيسمح له تصميمه القيام بذلك في ظل وجود أكثريّة كبيرة في مجلس الوزراء لديها اتجاهات أخرى؟”، متمنياً “أن تتمكن الحكومة من إقرار الإصلاحات، إلا أنني أشك في تمكنها من القيام بذلك”.
وعن النفط الإيراني، قال جعجع: “أريد أن أتناول هذا الموضوع بجوهره، أي جوهر مسألة النفط الإيراني”. ورأى أن “من أوصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم في أزمة المحروقات وغيرها من الشؤون الإقتصاديّة هو “حزب الله” وحلفائه، باعتبار أنه يجب ألا ننسى أنهم يمسكون بالسلطة منذ 10 سنوات”.
ولفت إلى أنه “تذهب أوجه وتأتي أخرى إلا أنهم هم الممسكون بالسلطة منذ حكومة ميقاتي في العام 2011، وبالتالي هم من أوصلوا الوضع إلى ما وصول إليه، لذا عليهم ألا يمننونا اليوم أنهم يقومون بفك الحصار”۔ متسائلاً “أي حصار يفكون؟ هل هناك بوارج حربيّة بريطانيّة وأميركيّة وفرنسيّة وأوروبيّة وأستراليّة في عرض البحر تمنع وصول بواخر النفط إلى لبنان؟”.
وأوضح أن “المانع من استيراد المحروقات هو أنه لم يعد لدينا مال لدعم هذه المواد من الخزينة، فيما كانت حكومة تصريف الأعمال المجرمة ترفض رفع الدعم في حين أنها كانت عاجزة عن الإستمرار فيه، مما أدى إلى فقدان هذه المواد، وبالتالي هم المسؤولون عن هذه الازمة”.
وأضاف: “لنفترض أنه كان لديهم نوايا حسنة في تحسين أوضاع الشعب اللبناني الذي هم مسؤولون عن إيصاله أساساً إلى ما وصل إليه، فما كان يجب أن يتم هو أن تقوم إيران بإرسال هذا المازوت الذي ترسله إلى الدولة اللبنانية”. وأشار إلى أنه “سينبري بعض الأذكياء اليوم ليقولوا إن الدولة اللبنانيّة لا يمكنها أن تستلم هذه المواد بسبب العقوبات الأميركيّة، إلا أن هذا الكلام غير صحيح”.
في هذا الإطار، ذكّر جعجع أن “العراق يستجر الطاقة الكهربائيّة من إيران، وقد عمدت الدولة العراقيّة على الإستحصال على استثناء من الولايات المتحدة الأميركيّة من أجل ان تقوم بذلك”، مؤكداً أنه “مع دخول المحروقات الإيرانيّة يحاول “حزب الله” اختراق جميع المناطق عبر إعطاء هذا 2000 ليتر وذاك 5000 ليتر والقيام بحملات دعائيّة، كالتي شهدناها مع مستشفى بشري الحكومي التي ادعوا أنهم قدّموا لها المازوت في حين أن هذا الأمر غير صحيح”.
وأكد أن “الحقيقة أن المستشفى متعاقدة مع مقدّم خدمات كأي مؤسسة أخرى، ولا تعرف أساساً من أين يأتي بالمازوت من أجل تشغيل مولداته الكهربائيّة، وهو عمد إلى شراء مازوت إيراني، وهنا أشدد على شراء، فقاموا بتسجيل هذا الأمر على أنه هبة لمستشفى بشري كما فعلوا في مناطق أخرى، لذا كل هذا الأمر يقع في إطار الخدمات الإنتخابيّة”.
ورأى أن “مسألة المازوت الإيراني تحوّلت إلى عمليّة تدخّل مباشرة وسافر في السياسة اللبنانيّة الداخليّة من قبل إيران، وبالتالي الحكومة الجديدة مطالبة بإيجاد الحلول لهذا الأمر”. وأشار إلى أنه “بالمعنى الفعلي للكلمة لا وجود لسوريا في الوقت الراهن، باعتبار أن الموجودين بشكل أساسي في دمشق اليوم هم الإيرانيون، وعلى أطرافهم يميناً وشمالاً نجد الروس والأتراك والأميركيين وكل التأثيرات الأخرى”.
كما أوضح أنه “لا يمكن الحديث عن دولة سوريّة لديها قرار حر، وأكبر دليل على ذلك هو أن المفاوضات بالنسبة للأزمة السوريّة جارية دائماً ما بين تركيا وإيران، وإيران وروسيا، وروسيا وإسرائيل، فيما يجلس الرئيس السوري بشار الأسد “يفقي فستق” في قصر المهجّرين”.
وشدد على أن “لبنان لديه مصالح وهو مجبر على التعاطي مع “قطاع طرق” موجودين في الشام في الوقت الحاضر، وعليه أن يتعاطى معهم على هذا الأساس. ونحن بحاجة اليوم إلى أن نستجر الكهرباء،، لذا يجب أن نحاول ليقوموا بذلك، ولكن أنا برأيي لم نر يوماً أي شيء خيّر من ذاك المسمى النظام السوري”.
وقال جعجع: “بناءً على تجربتنا، إذا ما تمكنا من استجرار الكهرباء سيسرقون نصف الكميّة ويتقاضوا الخوات منّا، وستصل إلى لبنان بثمن أغلى بكثير من أي معمل آخر كان من الممكن أن نعمد لبنائه ولو قمنا بذلك لكان قد شيّد،. كما سيكلفنا هذا الأمر تبعات إصلاح الأنابيب وإصلاح الشبكة في سوريا”. واعتبر أن “النظام السوري نظام “قرصان” وليس نظام دولة بالشكل المتعارف عليه، لذا من هذا المنطلق نحن حساسون جداً في مسألة التعاطي معه بناءً على تجربتنا منذ 50 عام حتى اليوم”.
واعتبر أن “الفريق الآخر، فريق الممانعة والمقاومة وحلفائه، ضُرب بمسائل عدّة. ضُرب في “دعوستهم” على السيادة، وإدارة الدولة، والفساد، والسرقة، والتهريب ومئة أمر وأمر”. ولفت إلى أن “الشعب نزل إلى الشارع بشكل تلقائي وقال الحقيقة التي يراها من دون أي مجملات، وهذه الحقيقة عرّت الفريق الآخر الذي وجد نفسه غير قادر على الرد فتحوّل كل همّه ووضع كل جهده في محاولة تعرية الآخرين، وبالتحديد حزب “القوّات اللبنانيّة” باعتبار أنها أكثر مجموعة لا تزال صامدة في وجهه”.
إلى ذلك، توقف “عند كل مسألة آل الصقر، حيث سمعنا جميعاً عن العديد من الذين ضبط لديهم محروقات مخزّنة وعددهم 40 أو 50 تاجراً”، متسائلاً “هل يعرف أحد إسم أي شخص من هؤلاء غير ابراهيم الصقر؟ الإسم الوحيد الذي ضجت فيه وسائل الإعلام ولا تزال تضج”، موضحاً أن “إبراهيم الصقر عضو في حزب “القوّات اللبنانيّة” وانتسابه معلّق في الوقت الراهن حتى إشعار آخر لنرى ما ستكون نتيجة التحقيقات، ضبط لديه مخزون من البنزين ويتم التحقيق في المسألة وهذه هي القصّة برمّتها”.
ولفت إلى أنه “على فريق الإعداد بعد انتهاء المقابلة التفتيش عن ابراهيم الصقر ليروا إذا كان موجوداً هنا. هو مواطن لبناني ينتمي إلى حزب “القوّات اللبنانيّة”، وإن كان قد قام بتخزين البنزين فعليه تحمل مسؤوليّة نفسه”، لافتاً إلى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون يريد أن يضع كل الناس عند رئيس حزب “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والأمور لا تزال كذلك، وهناك عدد كبير من الأمور التي تحصل اليوم مردها هو محاولة عون أن يؤمن الولاية من بعد لباسيل، إلا أن هذا الأمر لا يمكن ان يحصل ولن يحصل أبداً”.
وأردف: “معركتنا السياسيّة بشكل عام تكبر، وليس فقط مواجهتنا مع التيار قبيل الانتخاب، فعلى سبيل المثال مواجهتنا في بعلبك – الهرمل ليست مع “التيار الوطني الحر” وإنما مع “حزب الله” مباشرةً”.
وعم ما أشيع عن مسألة تهديد “حزب الله” للمحقق العدلي في انفجرا مرفأ بيروت، اعتبر جعجع أنه “في بعض الأحيان لا لزوم لذكر الإسم فالجميع مدرك من قام بالتهديد، واحياناً الأمور “متى زادت نقصت” ومفعولها يصبح أقل، وهذا لا يعني أنه كلما أصدرنا بيان يجب أن نذكر “حزب الله”، موضحاً أن “مجرّد صدور خبر التهديد هذا بحد ذاته فلو كان لدى جماعة “حزب الله” القليل من الحياء لكانوا استحوا كثيراً”.
وتوجه لـ “حزب الله” سائلاً “لماذا تقومون بتهديد المحقق العدلي؟ ما أدراكم بما هو فاعل في التحقيق؟ هل أصدر قراره الظني؟ إن عمل المحقق كلّه من أجل إصدار هذا القرار، لماذا لا ننتظر إلى حين إصداره هذا القرار من أجل اتخاذ الموقف مع عمله؟”، مشدداً على أن “وجود وفيق صفا في قصر العدل غير مقبول، فهو لو حضر من أجل دعم القضاء لا مشكلة في ذلك، إلا انه إذا حضر لتهديد القضاء على ما هو عليه هذا القضاء فلا هذا الأمر غير مقبول”.
وعن عهد الرئيس عون قال جعجع: “مهما قلت سأكون مقصراً، هو عهد الخراب والوباء”.
مواضيع ذات صلة :
عدالة 4 آب رهن “استئناف التحقيق”… ولقاء قريب لأهالي الضحايا مع البابا | محاولة جديدة لكف يد بيطار عن تحقيقات المرفأ | مفاجآت في قرار البيطار الظنّي |