دوري أبطال أوروبا… مفاجأة مدوية
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري
قد تكون أكبر مفاجأة في تاريخ دوري أبطال أوروبا. فريق من مولدافيا يتأهل لأول مرة في تاريخه إلى دوري أبطال أوروبا ينجح في تحقيق الفوز على أعرق نادي في أوروبا والعالم.
إذا قرر أحد النزول إلى الشارع واستطلاع آراء الناس وإجراء مقارنة بين شهرة فريقي “شريف تيراسبول” و”ريال مدريد” فسوف تأتي النتيجة بالتأكيد ساحقة لصالح الفريق الإسباني. ولكن كرة القدم أثبتت مرة أخرى وستظل تثبت أن اللعبة تُلعَب على أرض الملعب، والغلبة تكون في معظم الأحيان لمن يبذل جهدًا أكبر ولا يبخل بأي نقطة عرق لأجل القميص التي يرتديها.
ولهواة الأرقام، يكفي الدخول إلى محركات البحث كغوغل أو غيره وكتابة كلمة “شريف” قبل انتصار الفريق المولدافي وبعده ليدرك مدى التغيير الذي طرأ والذهول الذي أصاب الناس وجعلها تبحث عن معلومات حول هذا الفريق المغمور.
أي مفاجأة أحدثها هذا الفريق الذي فاز على ريال مدريد في عقر داره وبأي هدف فوز! فالهدف الذي سجله اللاعب سيباستان ثيل في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء وبتسديدة يسارية صاروخية “عالطاير” انفجرت في سقف مرمى الحارس البلجيكي “تيبو كورتوا” واستقرت في شباكه أصابت الجميع بالصدمة.
تعالوا لنلقي نظرة على بعض الحقائق التي من شأنها أن تعيد النظر بجدوى استقدام أفضل اللاعبين في العالم لينتهي الأمر بنادٍ عظيم مثل “ريال مدريد” بالخسارة أمام فريق أقل ما يقال عنه أنه نادٍ مغمور بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ. طبعاً سيبقى ريال مدريد محتفظًا بعراقته وسيبقى محط أنظار الكثير من المشجعين وسيبقى وجهة اسقطاب أكبر اللاعبين وأبرزهم. ولكن ما حصل معه يعتبر زلّةً إنما زلّةً بارزةً أقلقت مشجعي “الميرينغي” وأصابتهم بالذهول.
لنقم ببعض المقارنات البسيطة لنبيّن مدى الفرق الشاسع بين الناديين:
– يقع نادي شريف في مدينة تيراسبول وهي مدينة في مقاطعة مولدافية مغمورة اسمها ترانسنيستريا ولا علاقة لها بالعاصمة المولدافية شيسنو، بينما يعتبر ريال مدريد أحد أهم معالم العاصمة الإسبانية وأحد أهم أندية العالم.
– تأسس نادي شريف عام 1997 وللتذكير، فإن ريال مدريد حامل الرقم القياسي بعدد الإنتصارات كان يومها (أي عام 1997) يحمل الرقم القياسي بعدد الفوز بدوري أبطال أوروبا بست ألقاب (قبل أن يضيف إليها 7 ألقاب أخرى بين عامي 1998 و2018) إضافة إلى 27 لقب للدوري الأبرز في العالم، الدوري الإسباني.
– يتسع ملعب شريف ل12700 متفرج وذلك بعد تحديثه عام 2002 بينما يتسع ملعب سانتياغو بيرنابيو الذي يعد من الأفضل في العالم بعد تحديثه وتطويره مؤخرًا ل81000 متفرج، ناهيك عن التسهيلات الموجودة فيه من أجنحة فاخرة ومطاعم ومتاجر تسوّق.
– صاحب هدف الفوز لشريف تيراسبول على الريال هو اللاعب اللوكسمبورجي سيباستيان تيل وهو متواجد مع فريق شريف على سبيل الإعارة من ناديه في بلده الأم بروغري نيدركورن، بينما صاحب هدف التعادل للريال في ذلك اللقاء ما هو إلا كريم بنزيمة صاحب صولات وجولات وأهداف لا تعد ولا تحصى في الملاعب الفرنسية والإسبانية والعالمية سواء مع ليون أو مع ريال مدريد أو مع منتخب بلاده فرنسا.
ويكفي القول أن ميزانية نادي شريف تيراسبول المولدافي لا تكفي لشراء حتى نجم واحد من نجوم الفريق الإسباني العريق لنعرف مدى حجم المفاجأة التي أحدثها انتصار هذا الفريق المولدافي المغمور والذي يعد وسيبقى لزمن ليس بقصير أحد أكبر المفاجآت في الكرة الأوروبية إن لم يكن أبرزها.
نعم، فالكرة علمتنا أن الفوز يتحقق في الملعب بعد جهد وعرق وليس في المكاتب التي تجرى فيها الصفقات ولا في عدد بيع القمصان أو حتى عدد المشجعين، فالكرة تعطي من يعطيها. طبعًا ما زال هناك أربعة مراحل متبقية من عمر الدور الأول لدوري أبطال أوروبا في موسمه الحالي وباستطاعة الريال أن يعوّض هذه الخسارة ويلتحق بركب الفرق التي ستتأهل إلى دور ال16، ولكن أن تفوز خارج قواعدك على نادٍ عريق كالإنتر الإيطالي في المرحلة الأولى ثم تتعثر على أرضك وبين جمهورك أمام فريق مغمور في المرحلة الثانية، فيجب أن يكون هذا الأمر بمثابة الإنذار الذي من شأنه أن يحدث صدمة إيجابية في جميع أروقة النادي الملكي الإسباني.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |