ثورة الراعي… وإطلاق معركة التحرّر من الجيش الإيراني
لا يمكن التكهّن بالسقف الذي ستصل إليه إنتفاضة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأن كلامه في عظاته بات يخرق كل السقوف. كسر البطريرك الراعي في تموز من العام الماضي كل المحرّمات وأحدث صدمة في الحياة السياسية اللبنانية، مفتتحاً مرحلة جديدة من تاريخ النضال السياسي. بـ”الحياد” وفكّ أسر الشرعية والدعوة إلى مؤتمر دولي لحماية لبنان قلب الراعي كل المقاييس وباتت هذه العناوين عناوين المرحلة المقبلة وخشبة خلاص من الوضع الراهن الموجود. وارتفع منسوب المواجهة في البلاد بعدما صوّب الراعي البوصلة على المشكلة الأساس وهي وجود “دويلة” تضرب أسس الدولة وترعى الفساد، شرط تأمين مصلحتها الإستراتيجية المرتبطة بدولة غريبة. وكانت عظته الأخيرة أكثر من موجّهة، فقد سمّى البطريرك الأمور بأسمائها وانتقد سلاح “حزب الله” حيث اعتبر أنه لا يجوز ادعاء السيادة والمعابر غير الشرعية باتت مشرّعة، ولا يجوز ادعاء الشرعية وهناك من أنشأ جيشاً بديلاً للدفاع عن دولة ثانية. سقطت كل المحرمات عند سيّد الصرح، وتصف بكركي ما يقوم به الراعي بما قام به سلفه البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، فقطار تحرير لبنان إنطلق ولا يمكن لأحد إيقافه. وتعتبر بكركي المعركة اليوم أكثر من شرسة وتحتاج إلى الصمود والصبر. ينطلق الراعي في رفع مستوى كلامه مما يحصل، إذ يرى كيف ان “الدويلة” تنهش الدولة وكيف أن معظم السياسيين يستسلمون لهذا المنطق، لذلك لم يعد جائزاً بقاء الوضع على ما هو عليه. ومن جهة ثانية، فان “حزب الله” لا يعطي مؤشراً مطمئناً للداخل بأنه على إستعداد للدخول في مشروع الدولة، بل إن كل تصرفاته تدل على تنفيذه الأجندة الإيرانية وأنه لا يقيم أي اعتبار لوجود دولة. وقد تكون قضية إستيراد المازوت الإيراني أحد أهم الأسباب التي تجعل البطريرك يكرر تحذيراته من وجود “الدويلة” وجيش ثانٍ رديف للجيش اللبناني، خصوصاً أن الأمين العام لـ”حزب الله” يرددها على العلن أن تمويله وعقيدته وسلاحه من إيران كذلك فان المسؤولين الإيرانيين يصرحون دائماً أن “حزب الله” جيش يأتمر بهم. حسم سيّد بكركي أمره في الدفاع عن الدولة وعدم السماح “ببلعها” والتسليم بالأمر الواقع، لذلك فان سقف الخطاب سيكون مرتفعاً في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الرفض الداخلي هو أساسي بعدم التسليم بالأمر الواقع.
المصدر: ألان سركيس – نداء الوطن