عن حزب الله الذي لا يشبهنا
كتبت اليونور اسطفان لـ “هنا لبنان” :
تتعدّى المسألة قصّة مواجهة بين حزب الله والقوات اللبنانيّة. المسألة هي المواجهة بين الحزب وباقي اللبنانيّين.
ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله منذ أيّام هو كذب بغالبيّته. أكبر الأكاذيب هو ادّعاء حماية المسيحيّين وحفظ حضورهم.
لا أحد يحمي المسيحيّين سوى الدولة القويّة. المعادلة بسيطة: من يضعف الدولة يضعف المسيحيّين. لا “القوّات” تقوّيهم، ولا “الكتائب”، ولا أحد. هؤلاء يدافعون عنهم، ربما، لكنّ الدولة وحدَها هي التي تحمي، ولا مستقبل للمسيحيّين في لبنان إلا بوجود دولة قويّة.
ثمّ إنّ الخلاف بين حزب الله والآخرين، وخصوصاً المسيحيّين، ليس فقط على سلاحٍ يملكه الحزب، أو بسبب سيطرته على الكثير من مرافق الدولة وإداراتها ومؤسساتها، بل هو خلافٌ ثقافيّ عميق.
نحن لا نشبههم. نحن نغنّي ونفرح ونشرب إن شئنا، ونرقص إن أردنا التعبير. نحن نطرب لصوت فيروز، أيقونتنا، ونشبه الغرب في أسلوب الحياة، ونقدّس الحريّة.
نحن، إن أحببنا فرنسا أو أميركا، فلا نموت من أجلهما. ولا نرفع علميهما في بلدنا. ولا نرفع صور زعمائهما في شوارعنا. لا بديل لنا عن لبنان. لا يدفع بنا أحدٌ الى الموت. ولسنا جيشاً لأحد. إن سقط منّا شابٌّ يكون دمه فداءً للوطن، لا لأيّ زعيمٍ أو سيّد.
خلافنا مع حزب الله جوهريّ يدفع كثيرين منّا، بصراحة، الى اختيار التقسيم بديلاً عن التعايش الكاذب مع من يهدّدنا بمئة ألف عسكريّ أعدّهم لتحرير القدس، فإذا ببعضهم يطلق الـ أر بي جي على عين الرمانة. على بيوتنا وشوارعنا وأملاكنا.
خلافنا مع حزب الله يشمل الفنّ واللباس وحقوق المرأة والثقافة والتعامل مع الطبيعة وحريّة التعبير والنظرة الى الدولة والجيش والمؤسسات الأمنيّة. لماذا انتسب هؤلاء المئة ألف الى حزبٍ بدل أن يدخلوا الى الدولة؟ لماذا يموتون على أرضٍ ليست أرضهم؟
ثمّ، ألم نكن لنعيش أفضل لو أنّ حزب الله غير موجود؟ الجواب، بالتأكيد، نعم.
وسنعيش، يوماً ما، حياةً أفضل…
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |