كلاب الأحزاب!
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
في أحزاب لبنان من يؤمن بأفكارها.
وبعض هؤلاء من وُلد حزبيّاً، إذ ورث الانتماء عن أبٍ أو جدٍّ. فكان حزبيّاً من دون أن يختار، كمثل انتمائه إلى الطائفة، بالولادة.
وفي الأحزاب من يدخل إليها ويخرج منها. قد يكون الدخول والخروج عن قناعة، وربما عن مصلحة.
وفي الأحزاب من يكون انتماؤه عابراً، فلا يتحمّس كثيراً ولا يشارك إلا يسيراً.
ومنهم من “يعيشها”، فيتحمّس وينشط ويصبح الحزب أولويّةً، قبل العائلة والمهنة. بل قبل الوطن أحياناً.
الأمثلة كثيرة عمّا سبق كلّه. الأمثلة موجودة في الأحزاب كلّها.
ولكن، ثمّة نموذج آخر يتوفّر في الكثير من الأحزاب، ولو أنّ بعض الأمثلة “فاقعة” بحكم إطلالات إعلاميّة تتوفّر لأصحابها.
نتحدّث هنا عن نموذجٍ يدّعي الانتماء إلى الحزب، والالتزام بمبادئه، والوفاء لرئيسه، فإن تحدّث عن الزعيم زايد، وإن وصف الخصم بالغ. وهو، في العلن، يفبرك السيناريوهات ويدّعي امتلاك المعلومات، وإن جالسته وحيداً بان على حقيقته. كاذبٌ وتافهٌ ومخادع.
عن مثل هذا النموذج أسمع غالباً وصف مسؤولين في الحزب الذي ينتمي إليه: كلبٌ ينبح معنا أفضل من أن ينبح ضدّنا. ففي الأحزاب أصحاب فكرٍ وكفاءةٍ، وفيها، في هذه الأيّام، كلابٌ نابحة، غالباً عبر الشاشات.
وبما أنّنا على مسافةٍ غير بعيدة من الانتخابات، فإنّ النباح سيرتفع أكثر، بحثاً عن دورٍ أو مصلحةٍ أو مساحةٍ على الشاشات، خصوصاً أنّ بعض الجمهور يهوى سماع النباح، بدل الإصغاء إلى كلام العقل وإلى المعلومة التي تفيد.
غداً، بعد الانتخابات، تعود كلاب الأحزاب إلى أقفاصها، ويتوقّف النباح…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |