بصيص أمل.. فكّ الحظر عن اجتماعات الحكومة قريبًا
كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية“:
الحظر المفروض على اجتماعات مجلس الوزراء لايزال يتحكم بالمسار السياسي للبنان، وقد أضيف إلى الخلفية المعلنة للحظر الصادر عن ثنائي أمل وحزب الله والمتمثلة بطلب إبعاد قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار عن ملف التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، ورفض إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، سبب ثالث، قد يكون الأول، وربما الحقيقي الوحيد، وهو التفاوض مع صندوق النقد الدولي المرفوض بقوة من جانب حزب الله، لاعتبارات إقليمية.
وقد لاح في الأفق السياسي المسدود بصيص أمل، يمكن ان يترتب على زيارة يحكى عن عزم رئيس مجلس النواب نبيه بري القيام بها إلى بكركي، يمكن ان تفتح باب قاعة مجلس الوزراء مرة أخرى لمواجهة الأزمات المالية والاقتصادية التي يئن منها اللبنانيون منذ سنتين ونيف، انما تبقى هذه في دائرة التمنيات، خصوصا ان الأزمة في مرحلتها الصعبة الأخيرة، شهدت غيابا للرئيس بري عن الواجهة، تاركا المسرح لفريق حزب الله، في خطوة يعتقد البعض الآخر انها تقليص للدور، وتجنب للأسوأ مع الطرف الآخر من الثنائية المعروفة.
في هذا الوقت، لا يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وضع أفضل، الا من حيث حرية التعبير عن الموقف، أكان على مستوى الدفاع عن استقلالية القضاء وبالتالي التمسك بالقاضي الشجاع بيطار، او على مستوى التمسك بالعلاقات اللبنانية مع الدول العربية.
وقد لاحظت المصادر المتابعة انه عند تسريب شريط اللقاء الذي عقده وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع مراسلي الصحف العربية في لبنان، والذي ترتبت عليه ردود فعل سعودية وخليجية غاضبة، استدعى الرئيس عون الوزير بوحبيب إلى بعبدا، وكان البيان التوضيحي الذي تلاه بوحبيب من القصر الجمهوري، لكن الاجراء نفسه لم يتخذ مع قرداحي، مع انه مصدر «العلة» المسببة للأزمة.
والتفسير الوحيد والمنطقي ان رئاسة الجمهورية لا تمون على قرداحي، المحسوب على رئيس «المردة» سليمان فرنجية، ولا تريد معاملته بقسوة أشد، حتى لا تستفز الجهات الخارجية الحاضنة الحقيقية له.
في هذه الأثناء، تلقى الرئيس ميقاتي جرعة دعم أميركية من وزير الخارجية انتوني بلينكن أول من أمس، حيث اكد من واشنطن وخلال لقائه وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لديه خطة جيدة للدفع بلبنان إلى الامام، وأضاف: نعمل على توفير الوقود للبنان، ونعمل مع الجيش اللبناني لضمان الاستقرار.
بالمناسبة، ثمة زيارة مرتقبة لوزير خارجية قطر إلى بيروت التي يصلها وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو مساء الغد.
في الوقت عينه، لخص الخبير في حقوق الإنسان لدى الامم المتحدة أوليفييه دي شوتر ما يجري في لبنان، معتبرا ان الحكومة اللبنانية تعيش في عالم خيالي.
وما كتبه دي شوتر، وهو المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنية بالفقر المدقع وحقوق الانسان، احتل عناوين الصحف اللبنانية ومقدمات نشرات الأخبار أمس من خلال قوله: أنا مندهش جدا، للحقيقة ان لبنان دولة في طريقها إلى الفشل، ان لم تكن بالفعل قد فشلت، انهم يعيشون في عالم خيالي، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى مستقبل البلاد.
ويبدو أن وزير الاعلام قرداحي هو الآخر ممن يعيشون في الخيال، كما قالت قناة «آل بي سي آي» استنادا إلى ما قاله بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري من «أننا بحاجة إلى قانون عصري للإعلام». وكأن في لبنان كل شيء تمام التمام، وقد انجز كل شيء من الاكتفاء الاقتصادي، إلى البطاقة التمويلية إلى الأدوية المزمنة، وحلت مشكلة تدهور العملة، وضبط تفشي «كورونا»!
من جهتها، نفت وزارة الإعلام رسميا علاقتها بتعميم منسوب اليها وموقع من الوزير قرداحي يتناول تفعيل العمل بالفصل السادس من قانون المنشورات والمطبوعات اللبناني، القاضي بمعاقبة كل من يتعرض بالقدح والذم لرموز الدولة والرؤساء والوزراء، بما من شأنه نشر الفوضى وتفريق وحدة الصف، وان رئيس الحكومة وافق على ذلك. لكن الوزارة عادت ونفت ان يكون البيان التهويلي على الصحافة ووسائل الاعلام، صادرا عنها.
مواضيع ذات صلة :
الحكومة تبدأ بخطة أولية لإعادة الإعمار … فما هي تفاصيلها ؟ | الحكومة توقع مذكّرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي | طلب من الحكومة إلى الجمارك بشأن المساعدات |