شريك النصف… في التعطيل
كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:
مع أن لا مقرّبين أو مصادر في عين التينة ، فقد نُقل عن أوساط رئيس مجلس النواب “أنه يعمل بهدوء وبعيداً عن الأضواء ويبلور مبادرة لن تكون بكركي بعيدة عنها، وبدأت مع زيارة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى بري يوم الإثنين”. وفي موقع آخر تقرأ “استعداد رئيس مجلس النواب نبيه بري لإخراج حلّ جزئي لأزمة تعليق جلسات مجلس الوزراء”. من تقاليد بري وأطر عمله، إن لم يبلور حلّاً لمعضلة ما فهو يدوّر زاوية. وإن لم يدوّر زاوية يجتهد باحثاً عن مخرج من نفق، وإن لم يوفّق بالمخرج المناسب، يلف ويعود إلى نقطة الإنطلاق ساعياً ومحاولاً علّ وعسى ينجح في مسعاه الطيب.
قوى سياسية وازنة تراهن على حكمة الرئيس بري وقدراته على اجتراح الحلول: وليد جنبلاط. نجيب ميقاتي. سعد الحريري. سليمان فرنجيه …حتى سمير جعجع يجد بـ”دولة الرئيس” صفات الرجل المسؤول عن إيجاد حلول.
واللافت أن الرئيس نبيه بري الذي تُنسب إليه فضائل التيسير، هو “إستيذ” في التعطيل الدستوري والحكومي والمجلسي منذ العام 2005 على الأقل، وإليه ترنو الآمال وتهتف القلوب وتشخص الأنظار لإيجاد حلول لأزمات هو شخصياً في أساسها، وآخرها اشتراطه “قبع” القاضي طارق البيطار كشرط لاستئناف اجتماعات مجلس الوزراء المتوقفة منذ 12 تشرين الأول. والقول أن الرئيس بري هو المعطّل الأول ينطوي على إجحاف في حقه، فهو شريك النصف في التعطيل، ويعمل و”حزب الله” برؤية “روحي وروحك يا روحي روحين بروح / وان راحت روحك يا روحي روحي بتروح”
التي يوازيها عند الحلّاج
“يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا
لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى
روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا”
بجردة سريعة على منجزات الرئيس بري في التعطيل:
عطّل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2006 وأطلق عليها صفة الحكومة البتراء.
عطّل انتخابات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس التاريخي إميل لحود.
عطّل مجلس النواب لمنع إقرار قانون المحكمة الدولية.
عطّل وسط بيروت.
عطّل حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011، وأسقطها بذريعة عدم إدراج بند شهود الزور كبند أوّل. وجاراه حلفاء الأمس، خصوم اليوم.
عطّل كأكثرية شيعية متمثلة بالثنائي الشيعي، ( الوطني!) دور الأكثرية.
عطّل إمكان تشكيل أي حكومة لا تُسند فيها حقيبة المالية لوزير منتدب من قبله.
عطّل حماسة نجيب ميقاتي، وأحلام السيد الرئيس بسنة سادسة حلوة ومنتجة.
وغداً سيستأنف الإستيذ ـ الرئيس العمل الحثيث لوقف هذا التعطيل!
مواضيع ذات صلة :
“التعطيل” عنوان المرحلة.. والمعارضة تسعى وراء الأصوات المشتتة! | المطران عودة: التعطيل لم يَعُد يجدي… تعقّلوا! | هل يستمرّ نواب “التيار” بالتعطيل؟ |