الاستقلال المنحوس… “والفرج اللي ناطرينو”
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
كما اننا شعبٌ منحوس، على مستويات متعددة، كذلك هو استقلالنا، منحوس، بكل ما للكلمة من معنى… واحتفالاته الترقيعية للحالة المزرية التي وصلناها، تبدو هي الأخرى هزيلة، إن دلّت على شيء، فعلى حالة نكرانٍ غير طبيعية للمأساة اللبنانية.
لا يمرّ عيدٌ واحد من دون أن يكون في احتفال الاستقلال أثرٌ واضح للتفسّخ الدائم على مستوى السياسة، التي هي أساس كلّ مشاكلنا وأزماتنا.
78 سنة مفترضة من الاستقلال، عشناها فقط بالاناشيد والاحتفالات الرّمزية التي غابت هي الأخرى لسنوات كثيرة، ساعةً بسبب الفراغ الرئاسي الذي استمر أكثرَ من سنتين، وساعةً بسبب كورونا، وأحيانا أخرى بسبب ظروفٍ سياسية وخضّاتٍ أمنية لا تنتهي.
لا يمرُّ عيدُ استقلال واحد من دون ان نكونَ في انتظار تشكيلِ حكومة أو تكليف رئيس لها أو في ترقّب لإمكان تفجّرها.. لا يمرّ عيدٌ من دون أن نسمع قصائدَ وأساطيرَ عن الحرية والسيادة مع وعودٍ سرمدية وتمنياتٍ وعبارة “انشاالله خير”…
لم نهنأ بعيد استقلال حقيقي واحد، فلبنانُ قابعٌ دائما على صفائحَ متفجّرة، وحكّامه يقبعون على أحلام وطموحات هي الأخرى متفجّرة… والدليل أننا تحوّلنا إلى فتاتِ شعب ينظر إليه العالمُ أجمع باستغراب، متسائلا: “كيف بعدهم عايشين”؟!
أعوام كثيرة مفترضة من الاستقلال انقضت، حتى وصلنا إلى الـ78… قد يكون النكران أساسيا للاحتفال هذا العام، فحالُ البؤس والفقر واليأس التي وصلناها لم يكن ليتخيلها أحدٌ على مرّ العصور في لبنان… ومَن شاهدَ احتفالَ عيد الاستقلال هذا العام، ممّن كانت لديه النيّة.. والكهرباء، لا بدّ قال في قلبه الكثير وتمنّى ما قد يقال وما لا يُقال، وربما نحتاج إلى أعجوبةٍ حتى يأتيَ الفرجُ ويتحقق ما في بالنا!
مواضيع ذات صلة :
دريان: فرحتنا لا تكتمل بالاستقلال إلّا بوجود رئيس جمهورية | جعجع: الاستقلال آتٍ لا محال | ميقاتي: الإستقلال نضال يومي بكل الاشكال |