حراك على خط إيران و”المملكة” وزيارات تكسر الجليد.. فهل ينعكس دفء المفاوضات رئاسياً في لبنان؟
وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس، في أول زيارة رسمية له للمملكة منذ استئناف العلاقات بين البلدين آذار الماضي.
واستقبل عبد اللهيان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الذي أكّد أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة، مشددًا على تطلع المملكة لتعزيز العلاقات الثنائية مع طهران.
وأشار في مؤتمر صحفي مشترك بمقر الوزارة، مع نظيره الإيراني، إلى أن المملكة حريصة على تفعيل الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع إيران.
وقال: “نسعى لتفعيل العلاقات مع طهران بناء على الاحترام المتبادل”، مضيفًا أن المملكة تثمن دعم إيران لملف السعودية لاستضافة إكسبو 2030.
الرئيس الايراني في المملكة قريبًا
من جهته، أكد عبد اللهيان بأنه أجرى مباحثات مثمرة في الرياض، مضيفاً: “نثمن دور المملكة في المنطقة، وبإمكاننا العمل مع المملكة لحل الموضوعات العالقة بالمنطقة بشكل فوري”.
وأشار إلى أن طهران تدعم تحقيق الأمن والسلام في المنطقة دون تجزئة، لافتًا إلى أن العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدماً.
وأكد أنّ بلاده عازمة على تطوير وتعزيز العلاقات مع السعودية، وأن هناك اتفاقا في وجهات النظر بين الجانبين على تفعيل الاتفاقيات الأساسية، مضيفاً أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سيزور المملكة قريباً.
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
يشار إلى أن البلدين كانا اتفقا في العاشر من آذار الماضي، في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية، فضلا عن تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام 2001.
وكان الأمير فيصل بن فرحان التقى في حزيران الماضي مسؤولين إيرانيين في طهران، في أول زيارة يقوم بها إلى إيران بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي وقت لاحق من حزيران الماضي أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض، وعينت علي رضا عنايتي -سفيرها السابق لدى الكويت- سفيرا جديدا لدى السعودية.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق هذا الأسبوع، بأن عنايتي سيرافقه في رحلته إلى السعودية ليبدأ مهام عمله رسميا.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن السفارة السعودية استأنفت عملها في طهران الأسبوع الماضي، لكن الرياض لم تؤكد ذلك أو تسمّي سفيرا لدى طهران.
تأثير التقارب على لبنان
يرى خبراء أن التقارب في العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران سيكون لها تأثير واضح ومباشر على تقليل حدة التوتر في جميع أنحاء المنطقة لا سيما في لبنان التي يمنحها التقارب فرصة لمعالجة بعض مشكلاتها، وربّما لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب.
لكن في المقابل، ما يزال تأثير هذا التقارب بين الرياض وطهران غير واضح على “حزب الله” وتموضعه.