قوة متعددة الجنسيات لحماية البحر الأحمر.. وغياب عربي لافت
في الأيام القليلة الماضية، أعلنت عدة شركات شحن دولية كبرى عن تغيير مسارها بعيدا عن البحر الأحمر بسبب مخاوف من تدهور الوضع الأمني. وتشمل هذه الشركات “ميرسك”، و”هاباج لويد”، و”إم إس سي”. وبالفعل، علقت سبع من أكبر عشر شركات شحن عمليات الشحن في البحر الأحمر. وانضمت إليهم، يوم الاثنين الماضي، شركة النفط البريطانية العملاقة “بي بي” (B.P)، التي أعلنت أنها ستوقف جميع شحنات النفط والغاز عبر البحر الأحمر. وأحد الأسباب الرئيسة لتغيير المسار هو الزيادة في أقساط التأمين الناجمة عن الهجمات على الشحن في البحر الأحمر. ونتيجة لذلك، تسلك الكثير من السفن الآن طريقا أطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يطيل زمن الرحلة ما يقرب من أسبوعين من الزمن.
ويأتي ذلك بعد هجمات متتالية من الحوثيين على السفن المارة من البحر الأحمر، ويزعمون أنّ ذلك يأتي نصرة لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مع أنّ هجماتهم طالت سفناً لا علاقة لإسرائيل بها.
واشنطن تشكل قوة بحرية لحماية البحر الأحمر
ورداً على ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس الثلاثاء، تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر. وسيضم التحالف، المسمى عملية حارس الازدهار، 10 دول هي البحرين، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، إسبانيا، سيشيل، والمملكة المتحدة، إضافة للولايات المتحدة.
وقال أوستن إن قوة العمل 153 ومقرها البحرين، والتي تم تشكيلها في عام 2022 للتركيز على الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، ستكون منصة للقوة المتعددة الأطراف القائمة، يمكن الاستفادة منها لردع الهجمات. ووصف هجمات الحوثيين بأنها “متهورة”، وتمثل “مشكلة دولية خطيرة وتتطلب رداً دولياً حازما”.
وكانت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية قد كتبت إن الولايات المتحدة تنفق أموالًا طائلة على إسقاط الطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون على أهداف في البحر الأحمر، مع نشر قوة عسكرية أميركية في المنطقة خلال الأسابيع الماضية بشكل لم يكن له مثيل طيلة عقود سابقة.كما نشرت الصحيفة نقلاً عن مصادر في البنتاغون، فإن كلفة الطائرة المسيّرة التي يطلقها الحوثيين تبلغ ما بين ألف وألفي دولار، فيما تبلغ قيمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية التي تطلقها البحرية الأميركية لإسقاط المسيّرات أكثر من 11 مليون دولار لكل صاروخ.
اليونان تنضم إلى التحالف
أعلنت اليونان الانضمام إلى تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة لحماية خط الملاحة العالمي في البحر الأحمر، من هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن، حسبما أعلنت وزارة الدفاع، اليوم الخميس.
وستشارك فرقة تابعة للبحرية اليونانية في التحالف، بطلب من رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، وفق وزير الدفاع نيكوس دندياس.
وقال دندياس في تصريحات متلفزة إن لليونان، باعتبارها دولة رائدة في مجال الشحن البحري، “مصلحة أساسية” في التصدي لـ”تهديد هائل” للنقل البحري العالمي.
فيما رفضت أستراليا، اليوم الخميس، طلباً أميركياً بإرسال سفينة حربية للمساعدة في حماية ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر من هجمات جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن على سفن مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز قوله، في مقابلة معها، إن “التركيز الاستراتيجي للبلاد يجب أن يظل على منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وقال مارلز، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، إن أستراليا لن ترسل “سفينة أو طائرة” إلى الشرق الأوسط، ولكنها بدلاً من ذلك ستضاعف مساهمتها بقوات في القوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر إلى ثلاثة أضعاف. وزاد: “نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين حقاً بشأن تركيزنا الاستراتيجي، وتركيزنا الاستراتيجي هو منطقتنا”.
وفي منشور على منصة “إكس” الخميس، قال مارلز إن أستراليا ستساهم بستة أفراد إضافيين من قوات الدفاع الأسترالية في التحالف المذكور.
غياب الدول العربية
وبدا لافتاً غياب الدول العربية عن هذا التحالف ما عدا المملكة البحرينية، وقد تساءلت وكالة “رويترز” عن سبب غياب المملكة العربية السعودية عن التحالف البحري الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أيام، لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.
وقالت الوكالة في تقرير لها، اليوم الخميس، إن غياب السعودية عن قائمة الدول المشاركة أمر “لافت للانتباه، وربما مثير للدهشة”، مشيرةً إلى أن السبب الرئيس لذلك الغياب هو “قلق الرياض من أن تنتقص المشاركة في تلك القوة من هدف استراتيجي طويل الأمد، يتمثل في نفض يديها من حرب عبثية في اليمن ونزاع مدمر مع إيران، الداعم الرئيس للحوثيين”.
ونقلت الوكالة، عن مصدرين خليجيين مطلعين على الأمر، قولهما: إن “الغياب السعودي والإماراتي (عن المشاركة في القوة)، كان بسبب رغبتهما في تجنب تصعيد التوترات مع إيران، أو تعريض جهود السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري”.
وأشارت “رويترز” إلى أن السعودية تريد “إنهاء حربها الدائرة منذ نحو تسع سنوات في اليمن، والتي تحولت إلى مأزق، وتسببت في زعزعة الأمن من خلال هجمات الحوثيين بطائرات مسيّرة على مطارات، ومحطات طاقة”.
وقالت إن الحرب في غزة “أخرجت محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل عن مسارها، وجعلت أي اتباع للسياسة الأمريكية خياراً غير مريح للقادة العرب”.
كوريا الجنوبية تعزز مراقبة تجارتها في البحر الأحمر
وفي سياق متصل، أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، أنها ستعزز مراقبة تأثير التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر الناجمة عن سلسلة من الهجمات على السفن، ودعم التكاليف اللوجستية للشركات.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، إن سيول تدرس اتخاذ تدابير مختلفة للمساهمة في الأمن البحري في البحر الأحمر وسط هجمات الحوثيين المتزايدة على السفن التجارية على الطريق البحري الرئيسي.
ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيون ها-كيو، في بيان “نتفق على ضرورة ضمان حرية الملاحة في المنطقة”.
تابع: “سوف نتشاور مع الوزارات ذات الصلة لتحديد الدعم أو المساهمات التي قد تكون ضرورية، مع الأخذ في الاعتبار مصالحنا الوطنية ومكانتنا العالمية”.
مواضيع ذات صلة :
غرق شاب في بحر عمشيت | إحراق سفينة يونانية في البحر الأحمر | “البحر الأحمر” توقع عقداً بقيمة 658 مليون ريال في مشروع نيوم |