الضربات الأميركية البريطانية على الحوثيين “تحرّك” العالم.. كيف جاءت الردود؟
شنّت كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر اليوم، غارات على مواقع عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي تأكيده أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أكثر من 12 غارة على أهداف للحوثيين.
وقال مسؤول أميركي لـ”الجزيرة” إنّ “الضربات استهدفت مواقع رادار ومنصات مسيّرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية”.
وبحسب المسؤول الأميركي ذاته، فإن “العملية انتهت ولكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات”.
ومن المعروف أن الحوثيين ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول الماضي كثفوا هجماتهم في البحر الأحمر ضد سفن تملكها إسرائيل أو تشغلها أو تحمل بضائع إليها.
الحوثيون: لا خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر
وكان قد أعلن الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، صباح اليوم الجمعة، أنه لا مبرر أبدا لما وصفه بـ”العدوان الأميركي البريطاني”، مشدداً على أن الاستهداف الذي يقوم به الحوثيون كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها فقط.
وأضاف “عدوان سافر تعرضت له الجمهورية اليمنية حماية لإسرائيل ولوقف عمليات اليمن المساندة لغزة”.
وتابع “ارتكبوا حماقة، ومخطئون إن فكروا أنهم سيردعون اليمن عن مساندة فلسطين وغزة”
وأكد الناطق باسم الحوثيين ” أنه لم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي”.
في السياق نفسه، قال القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين حسين العزي إن اليمن تعرض لهجوم واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية، وأكد أنه سيتعين على أميركا وبريطانيا الإستعداد لدفع الثمن باهظا وتحمل كافة العواقب الوخيمة.
الدول الغربية: لن نتردد في ضمان حرية التجارة
وجاء في بيان مشترك لحكومة أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أن “هدفنا يبقى خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، ولكن يجب أن تكون رسالتنا واضحة: لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم في مواجهة التهديدات المتواصلة”.
مواقف مؤيدة لاستهداف الحوثيين
قالت وزارة الخارجية الألمانية، إن الضربات في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر، وكتبت الوزارة عبر “إكس “يظل هدفنا هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
أما وزيرة الخارجية البلجيكية، حاجة لحبيب، فأكدّت إن بلادها تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر.
وقالت في تغريدة لها على موقع إكس إن “الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون تشكل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة وتمثل تصعيدا لا يفيد أحدا”.
وأعلن وزير خارجية الدنمارك، لارس لوكه راسموسن، في بيان، عن دعم بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.
وأضاف راسموسن “ستكون الفاتورة ضخمة إذا نجح الحوثيون في إجبار حركة الشحن الدولية على التحول بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس. 12 بالمئة من جميع السفن المدنية تمر عبر هذا المضيق تحديدا”.
علماً أنّ الدنمارك هي مقر شركة الشحن الكبرى ميرسك، التي أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أنها ستحول مسار كل سفن الحاويات من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا في المستقبل المنظور.
في حين أكّد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنّ الضربات في اليمن تهدف لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وحضّ إيران على “كبح جماح وكلائها”.
وقال الناطق باسم الناتو، ديلان وايت “هذه الضربات دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم. يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين”.
من جهته، قال يوشيماسا هاياشي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحفيين، إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية.
أما باريس، فقد جددت إدانتها لهجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، ودعت إلى وقفها فورا في أعقاب الضربات المشتركة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “بهذه الأعمال المسلحة يتحمل الحوثيون مسؤولية بالغة الخطورة عن التصعيد في المنطقة”.
وتابعت: “تطالب فرنسا التي أرسلت فرقاطة إلى المنطقة “أن يوقف الحوثيون فورا” هجماتهم، مشيرة إلى أن من “حق” الدول التحرك.
وأشارت إلى أنّ باريس “ستستمر في تولي مسؤولياتها والمساهمة في سلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة بالتنسق مع شركائها” موضحة أن الفرقاطة “لانغودوك” الفرنسية دمرت مسيّرات في المنطقة خلال كانون الأول.
مواقف رافضة للهجوم
دعت الخارجية السعودية في بيان اليوم الجمعة، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وقالت في بيان “نتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.
في المقابل، نقل موقع نور نيوز الإخباري الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله إنّ إيران تندد بشدة بالهجوم الأمريكي البريطاني على الحوثيين في اليمن.
وأضاف “نعتبر هذا انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقا للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية”.
إلى ذلك أدان الكرملين اليوم الجمعة الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الليل على أهداف للحوثيين في اليمن وقال إنها “غير شرعية” بموجب القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين “ندين (الهجمات)”.
وأضاف “أنتم تعلمون أنه تم تبني قرار (في الأمم المتحدة)، وامتنعنا عن التصويت، وحاولت الدول التي نفذت الضربة توفير أساس قانوني دولي لتصرفاتها”.
وتابع: “هذه المحاولة باءت بالفشل، لأن القرار المعتمد لا يمنح أي حق في تنفيذ الضربات، وبالتالي فهي غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي”.
وفي السياق نفسه، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، الضربات الأمريكية والبريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن ووصفها بأنها استخدام غير متناسب للقوة واتهم البلدين بمحاولة تحويل البحر الأحمر إلى “بحر من الدماء”.
وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول بعد صلاة الجمعة إن أنقرة سمعت من قنوات مختلفة أن قوات الحوثيين تخوض “دفاعا ناجحا” ضد الولايات المتحدة وبريطانيا.
مواضيع ذات صلة :
لو سلّحت “أمريكا” الجيش | “الوقت ضيّق للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية”.. واشنطن تحذّر من انفجار الوضع في لبنان! | “ضربة جديدة” للحوثيين.. أمريكا تستهدف صواريخ مضادة للسفن في اليمن |