ردّ باكستاني مفاجئ: سنردّ على أيّ مغامرة خاطئة من إيران.. ماذا يجري بين البلدين؟
على بعد يوم واحد من الضربة التي وجّهها الحرس الثوري الإيراني على شمال العراق بالقرب من مدينة أربيل، زاعماً أنه استهدف “مقر تجسس” إسرائيلي في إقليم كردستان العراق، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، قامت إيران بتوجيه ضربات على بلوشستان الباكستانية وتم تدمير مقرين لجيش العدل البلوشي الإيراني المعارض. ما أثار المخاوف من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق أخرى خارجه.
من هو جيش العدل؟
تزعم إيران أن جيش العدل، الجماعة السنية المسلحة، تنشط عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، وتتلقى دعماً من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة بعد أن أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عدة هجمات على العناصر الأمنية الإيرانية خلال الفترة الماضية.
وجماعة جيش العدل هي حركة سنية مسلحة مناهضة للحكومة الإيرانية، تقول إنها “تسعى للعدالة والمساواة في إيران”، وتصنف نفسها على أنها “مدافعة عن حقوق السنة في إيران”، خاصة في إقليم سيستان وبلوشستان، المتواجد على الحدود بين إيران وباكستان وأفغانستان.
وتأسس جيش العدل بعد أشهر من إعدام إيران لزعيم حركة “جند الله” البلوشية، عبد المالك ريغي في يونيو/حزيران 2010 بتهمة “العمالة للولايات المتحدة”، وبدأت عملياتها المسلحة تحت قيادة صلاح الدين فاروقي.
وفي عام 2016، انضم إلى جيش العدل، جماعة صغيرة تعرف بـ”جيش النصر”، وهدفهما واحد “القتال من أجل حقوق متساوية للمسلمين السنة في إيران”، بحسب ما أعلنوا في ذلك الوقت.
وينشط جيش العدل في مناطق حدودية بين باكستان وإيران وأفغانستان، ويتمركز في محافظة بلوشستان في الأراضي الباكستانية، كما يتسلح بفضل تهريب الأسلحة من أفغانستان.
عملياتيا، يقوم جيش العدل بعمليات عبر الحدود مع إيران في سيستان-بلوشستان، حيث يستهدف قوات الأمن والجيش الإيراني.
وسبق ونفذ جيش العدل عدة تفجيرات داخل الأراضي الإيرانية، وخطف عناصر أمن. وفي فبراير/ شباط 2019، قتل 27 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني في هجوم انتحاري على حافلتهم.
وتطلق إيران على جيش العدل، “جيش الظلم”، وتقول إنه يتلقى الدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، رغم أن الحركة مدرجة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية منذ عام 2010.
تداعيات الضربة الإيرانية على باكستان
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية يوم الأربعاء إن باكستان استدعت سفيرها لدى إيران، وأعلنت أنها لن تسمح بعودة السفير الإيراني لديها والذي يقوم بزيارة بلاده في الوقت الراهن، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية انها ستعلّق أيضاً كافة الزيارات المرتقبة رفيعة المستوى مع إيران في الأيام المقبلة. وأشارت الى ان القصف داخل الأراضي الباكستانية عمل غير قانوني وغير مقبول، وان باكستان تحتفظ بحق الرد.
ووجهت باكستان تحذيرا لإيران من «عواقب وخيمة» بعد أن انتهكت طهران المجال الجوي الباكستاني، ما أسفر عن مقتل باكستانيين اثنين وإصابة آخرين، بحسب ما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية في الساعات الأولى من صباح اليوم.
باكستان تردّ؟
وأعلنت إسلام أباد اليوم ضرب مواقع في الداخل الإيراني، أوضحت وزارة الخارجية الباكستانية أن الضربات التي نفذتها كانت دفاعا عن أمن البلاد ومصلحتها الوطنية. كما أضافت أن “عددا من الإرهابيين قتل خلال العملية التي اعتمدت على معلومات المخابرات”.
وقالت ممتاز زهرة بلوش المتحدثة باسم الخارجية خلال مؤتمر صحفي إن رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكار سيختصر زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
كذلك أوضحت أن بلادها تحترم السيادة الإيرانية، إلا أنها لفتت إلى أن إسلام أباد أبلغت طهران مرارا بنشاطات بعض الجماعات الارهابية على أراضيها، في إشارة إلى جيش تحرير بلوشستان.
طهران: ملتزمون بحسن الجوار
ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، بعد الضربات التي شنتها باكستان في الداخل الإيراني، أن طهران ملتزمة بعلاقات حسن الجوار مع جارتها باكستان، لكنها دعتها إلى منع تشكل “قواعد إرهابية” على أراضيها.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قد أعلن في وقت سابق أن بلاده تندد بشدة بالضربات الباكستانية، وتطلب تفسيرات.
بالتزامن، استدعت الخارجية القائم بالأعمال الباكستاني في طهران لتقديم توضيح بشأن الهجوم الذي شنته القوات الباكستانية على أهداف في مقاطعتي سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
فيما أفاد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي بأن الهجوم أوقع 9 قتلى يحملون الجنسية الباكستانية.
في المقابل، لوحت إسلام آباد بالمزيد في حال تهورت إيران. وقال مسؤول أمني باكستاني رفيع إن الجيش في حالة تأهب للرد على أي مغامرة خاطئة من إيران.
الولايات المتحدة لا ترغب في التصعيد
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا ترغب في رؤية تصعيد في الاشتباكات بين البلدين.
وقال كيربي إن الإدارة الأميركية “تتابع من كثب” التوترات بين البلدين، مشيرا إلى أن باكستان “تعرضت أولا لضربة من جانب ايران، الأمر الذي كان هجوما جديدا خطيرا، ومثالا جديدا على دور ايران المزعزع للاستقرار في المنطقة”.
وأضاف: “لا نريد حصول إيران على سلاح نووي”.