النووي الإيراني يثير القلق: “اليورانيوم المخصب” تجاوز الحد بـ27 مرة!
ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن “مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز المستوى المرخص به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015، الذي ينظم أنشطة طهران النووية بـ27 مرة.”، معربة عن “قلقها المتزايد” من جراء الزيادة.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، إن “إيران تدلي بتصريحات علنية بشأن قدراتها التقنية، مما يعزز المخاوف”، داعياً مرة أخرى طهران إلى “التعاون التام”.
وينص الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2015 على رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإيرانية مقابل ضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية.
وأبرم الاتفاق في فيينا بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا)، بالإضافة إلى ألمانيا.
وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت إيران أن تخفض على مدى سنوات قدراتها النووية بما يشمل أجهزة الطرد المركزي ومخزون اليورانيوم المخصب.
والهدف هو حرمان إيران بشكل شبه كامل من القدرة على صنع قنبلة ذرية مع ضمان حق طهران التي نفت أي بعد عسكري لبرنامجها، بتطوير الطاقة النووية للاستخدام المدني.
وكان دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 16 كانون الثاني 2016، وفي 8 أيار 2018 وبعد أشهر من التهديدات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده بقرار أحادي، من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على إيران.
وفي ردّ على الموقف الأميركي أعلنت إيران في أيار 2019 أنها قررت التخلي عن بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق عبر التوقف عن وضع سقف لاحتياطاتها من الماء الثقيلة واليورانيوم المخصب.
وفي الأشهر التالية، توقفت طهران تدريجياً عن تطبيق التزامات أخرى اتخذتها في فيينا، لتؤكد في مطلع العام 2020 التخلّي عن “كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي”.
وفي العام 2021 بدأت طهران عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة في منشأة فوردو تحت الأرض، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك المحددة بموجب الاتفاق النووي.
ويعود مشروع إيران لامتلاك الطاقة النووية، إلى ما قبل الثورة الإيرانية مع الشاه السابق محمد رضا البهلوي، ثم تصاعدت وتيرته مطلع الألفية الثالثة.
وتعود البداية لأوائل السبعينات بعد أن وهبت أميركا إيران مفاعلاً للأبحاث تم الانتهاء من تشييده وتشغيله في جامعة طهران عام 1967.
وعرضت واشنطن حينها على طهران بناء ما بين خمسة وسبعة مفاعلات كهرونووية، لكن الكلفة العالية للمفاعلات الأميركية جعلت الشاه يفضل عرض الشركة الألمانية “كرافتورك يونيون سيمنس”، فكلّفها بالبدء في بناء مفاعلين كهرونوويين في مدينة بوشهر جنوبي البلاد، وبدأ العمل فيهما عام 1974.
مع الثورة الإسلامية في إيران، توقف الألمان عن إكمال بناء المفاعلين، ومع الحرب العراقية الإيرانية قام العراق بقصفهما في العام 1987.
في العام 1995 تمكنت طهران من التعاقد مع الاتحاد السوفياتي على تحوير المفاعلين الألمانيين المدمرين إلى النوع المعتمد في الاتحاد السوفياتي، ورأت في هذا التعاقد فرصة لإعادة الحياة إلى برنامجها النووي “السلمي”.
وهكذا باشرت إيران منذ عام 1996 بناء منشأة لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك (وسط إيران)، وقد بدأ إنتاجه هناك في العام 2002. كما بدأت إيران في العام 2004 إنشاء مفاعل من تصميمها بقدرة 40 ميغاواتاً بالقرب من هذه المنشأة يعتمد في تشغيله على الماء الثقيل واليورانيوم الطبيعي المتوفر في إيران.
وهذا النوع من المفاعلات وبهذه القدرة يصلح لإنتاج البلوتونيوم بالكميات المطلوبة للسلاح النووي.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |