جسر القرم إلى الواجهة من جديد.. مخطّط لاستهدافه!
قال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم السبت، إن السلطات تحقق في تسجيل مزعوم نشرته وسائل الإعلام الرسمية الروسية ناقش فيه ضباط عسكريون ألمان دعم البلاد لأوكرانيا، بما في ذلك الاستخدام المحتمل لصواريخ توروس.
وقالت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة “ار تي” التلفزيونية الممولة من الدولة الروسية، إن التسجيل الصوتي كشف عن ضباط ألمان يناقشون توجيه ضربات على جسر القرم.
وأضافت أنه خلال المحادثة، ذكر أحد الضباط رحلة مخططة إلى أوكرانيا لتنسيق الضربات على أهداف روسية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد طالبت يوم أمس برلين بتقديم توضيحات حول التسجيل الصوتى، وقالت زاخاروفا، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء “تاس” الروسية: “إننا نطالب ألمانيا بتقديم توضيحات، ويتعين على السلطات فى برلين أن تقدم هذه التوضيحات فورًا، فأى محاولة للتهرب من تقديم إجابات مقنعة ستعتبر بمثابة اعتراف بالذنب”.
يُشار إلى أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميترى بيسكوف صرح فى وقت سابق بأنه ليست لديه معلومات بعد عن مضمون التسجيل المسرب. كما قال رئيس مجلس الدوما الروسى “مجلس النواب” فياتشيسلاف فولودين إن هذه القضية سيتم بحثها فى الجلسة المقبلة للبرلمان.
هدف عسكري مشروع
لم يسلم جسر القرم من الهجوم خلال الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد سبق وأكّد أن جسر القرم هدف عسكري مشروع، ووصفه بأنه “الطريق الذي يستخدم لتغذية الحرب بالذخيرة ويتم ذلك بشكل يومي”.
وأضاف “بالنسبة لنا، من المفهوم أن هذه منشأة للعدو مبنية خارج القوانين الدولية وجميع القواعد المعمول بها. لذلك، من المفهوم أن هذا هدف لنا. والهدف الذي يجلب الحرب، وليس السلام، يجب تحييده”.
أهمية جسر القرم
وجسر القرم هو الرابط المباشر الوحيد بين شبكة النقل في روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، ويبلغ طوله 19 كيلومترا أي ما يعادل 12 ميلاً فوق مضيق كيرتش.
وكان الجسر مشروعا رائدا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فتحه بنفسه أمام حركة المرور على الطرق بضجة كبيرة من خلال قيادة شاحنة عابرة في عام 2018.
ويتكون من طريق وسكة حديد منفصلين، وكلاهما مدعوم بركائز خرسانية، مما يفسح المجال لمسافة أوسع تقامها أقواس فولاذية عند النقطة التي تمر فيها السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف الأصغر.
في حين تم بناء الهيكل بتكلفة تبلغ 3.6 مليار دولار، من قبل شركة تابعة لأركادي روتنبرغ، التي تعتبر الحليف الوثيق والشريك السابق لبوتين في الجودو.
وللجسر أهمية أيضاً كونه يقوم بتزويد الوقود والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات لشبه جزيرة القرم، حيث يعتبر ميناء سيفاستوبول القاعدة التاريخية لأسطول البحر الأسود الروسي.
وقد أصبح فيما بعد طريق إمداد رئيسيا للقوات الروسية بعد أن دخلت موسكو أوكرانيا في 24 شباط 2022، وأرسلت قوات من شبه جزيرة القرم للاستيلاء على معظم منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا وبعض مقاطعة زابوروجيا المجاورة.