السفينة “روبيمار” تدخل التاريخ.. والعالم يحذر من “كارثة بيئية” بالبحر الأحمر

عرب وعالم 4 آذار, 2024

دخلت السفينة “روبيمار” التاريخ كونها أول سفينة تغرق في البحر الأحمر إثر تعرضها لهجوم صاروخي من جماعة أنصار الله (الحوثيين) وبقائها جانحة لمدة 13 يوما قبالة السواحل اليمنية.

وأثار غرق روبيمار جدلا كبيرا في الساحة اليمنية بين محذّر من الآثار الكارثية على البيئة البحرية، ومن مخاطر التداعيات الأمنية والعسكرية التي يمكن حدوثها في أعقاب غرق السفينة، وبينما حمَّلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا جماعة الحوثيين المسؤولية عن الكارثة البيئية لإغراق روبيمار، رمت الأخيرة بالمسؤولية على الولايات المتحدة.

وكان قد أعلن الحوثيون يوم 18 شباط الماضي إصابة السفينة البريطانية “روبيمار” بعد استهدافها بعدد من الصواريخ خلال إبحارها بالبحر الأحمر أمام ميناء المخاء اليمني.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أفاد الخميس الماضي بأن قواته استهدفت، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، 54 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب.

وفي السياق، حذر خبراء أجانب من مخاطر بيئية كبرى من جراء غرق السفينة “روبيمار”، التي كانت تحمل على متنها آلاف الأطنان من الأسمدة، بعد أن استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر.

وقال مدير محطة العلوم البحرية في الجامعة الأردنية علي السوالمة إن إطلاق نحو 41 ألف طن من الأسمدة في مياه البحر الأحمر يشكل تهديدا خطيرا للحياة البحرية.

ونقلت “رويترز” عن السوالمة قوله إن الحمل الزائد من العناصر الغذائية يمكن أن يحفز النمو المفرط للطحالب، مما يؤدي إلى استهلاك الكثير من الأوكسجين، بحيث لا تستطيع الأحياء البحرية البقاء على قيد الحياة.

وشدد على ضرورة تبني دول البحر الأحمر خطة عاجلة لوضع أجندة مراقبة للمناطق الملوثة في البحر الأحمر واعتماد استراتيجية للتطهير.

بدوره، قال الأستاذ المساعد بقسم علوم الأرض والبيئة في كلية بوسطن شينغتشن توني وانغ إن التأثير الإجمالي يعتمد على كيفية استنفاد التيارات المائية للأسمدة وكيفية إطلاقها من السفينة المنكوبة.

ويمتاز النظام البيئي لجنوبي البحر الأحمر بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف الساحلية والحياة البحرية المتنوعة.

وأضاف وانغ: “إذا تم إنقاذ السفينة قبل حدوث تسرب كبير، فقد يكون من الممكن منع وقوع كارثة بيئية كبرى”.

وأشارت الوكالة إلى أنه في العام الماضي، تجنبت المنطقة كارثة بيئية عندما نجحت الأمم المتحدة في إزالة أكثر من مليون برميل من النفط من ناقلة عملاقة متهالكة كانت راسية قبالة سواحل اليمن. وقد يكون هذا النوع من العمليات أكثر صعوبة في الظروف الحالية.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أهداف تابعة للحوثيين باليمن في يناير، ردا على هجمات الجماعة على حركة الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، والتي شنتها دعما لحركة حماس في غزة إزاء الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع.

كارثة بيئية

بدوره قال أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة الدكتور عبد القادر الخراز إن غرق السفينة روبيمار يشكل كارثة بيئية كبيرة وخطيرة سواء على الإنسان اليمني أو الأحياء البحرية في المياه الإقليمية اليمنية، ومناطق الصيد البحري في هذه المنطقة الحيوية.

وأكد الخراز، وهو رئيس سابق لهيئة حماية البيئة في اليمن، “للجزيرة نت” أن المخاطر على البيئة البحرية كبيرة جدا، وتتمثل في تلوت مياه البحر بالأسمدة العالية الخطورة.

وأشار إلى عوامل عدة توضح الكارثة لغرق السفينة روبيمار، وهي كالتالي:

  • المواد التي تحملها السفينة من أسمدة فوسفات الأمونيا ستذوب في مياه البحر وتلوثه، وستؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين الذائب في الماء، مما سيؤدي إلى موت الكائنات البحرية، في حين أن بعضها -مثل الرخويات والأسماك- ستحمل هذه السموم وستنتقل عبر الصيد إلى السلسلة الغذائية العليا، وسيؤثر في المجتمعات الساحلية وحتى المناطق الداخلية باليمن، وربما تؤدي إلى انتشار أمراض سرطانية.
  • الباخرة روبيمار صُنعت في 1997، أي أنها تعمل منذ 27 عاما، ولذا هي -أيضا- تعدّ نفايات وفقا لعمرها الافتراضي الذي لا يتجاوز 30 عاما.
    حمولة روبيمار الغارقة تبلغ 41 ألف طن، وأعلن أنها تحمل 20 ألف طن من الأسمدة الكيميائية الخطرة، ولم يتم توضيح نوعية باقي نصف الحمولة
  • للباخرة، مع العلم أن هذه الأسمدة تتكون من فوسفات الأمونيا السائبة غير المغلفة، وهي تشمل -كذلك- مواد كيميائية أخرى.
  • ويوم الخميس 29 فبراير/شباط الماضي كان عدد من الصيادين من منطقة المخاء قد تجمعوا حول السفينة روبيمار، وضُربت السفينة عبر طيران مسيّر لا يُعرف هل هو تابع للحوثيين أو للقوات الأميركية، وقُتل في الحادث اثنان من الصيادين وجرح الباقين.

مخاطر أمنية

في السياق ذاته، رأى الخبير في الأمن البحري الدكتور علي الذهب أن هناك تأثيرات كبيرة لحادثة غرق السفينة روبيمار، خاصة على صعيد تدفق ومرور السفن التجارية من باب المندب وقناة السويس، حيث سيزداد توجه السفن إلى التحرك عبر رأس الرجاء الصالح والالتفاف حول القارة الأفريقية.

وفي حديث للجزيرة نت، قال علي الذهب إن المخاطر الأمنية الأكبر التي ستمس دول المنطقة هو ما ستتخذته أميركا وبريطانيا ودول الغرب من إجراءات عسكرية لمواجهة هجمات الحوثيين واستهدافهم للسفن التجارية وناقلات الشحن البحرية.

ويشن تحالف غربي تتزعمه الولايات المتحدة غارات تستهدف مقار لجماعة الحوثي، ردا على هجمات الأخيرة التي تستهدف السفن في البحر الأحمر.

ولم يستبعد المتحدث ذاته أن تتخذ الشركات العالمية البحرية تدابير وفق تحالفات فيما بينها تجاه الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خاصة موانئ الحديدة، وتفرض على السفن الامتناع عن الرسو بها أو إفراغ حمولاتها وشحناتها التجارية والنفطية بها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us