إيران حوّلت السجون إلى “ساحات قتل”… وتقرير يحذّر: “لا تتركوهم يقتلوننا”
قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، إنّ إيران حوّلت سجونها إلى “ساحات قتل”، مشيرة إلى إعدام ما لا يقل عن 853 شخصاً في إيرام عام 2023، أكثر من نصفهم بتهم متصلة بالمخدرات.
ودعت المنظمة في تقرير صادر عنها إلى تحرّك دولي قوي لوقف تزايد عمليات الإعدام.
وذكر التقرير الذي جاء بعنوان: “لا تتركوهم يقتلوننا”: أزمة الإعدام التي لا هوادة فيها في إيران منذ انتفاضة 2022″، أن السلطات الإيرانية “كثفت من وتيرة استخدامها لعقوبة الإعدام لبث الخوف في صفوف الشعب وتشديد قبضتها على السلطة في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني في 2022.
وأشارت المنظمة إلى أن عدد عمليات الإعدام في 2023 هو الأعلى منذ 2015 ويمثل زيادة بنسبة 48% عن 2022 وبنسبة 172% عن 2021، وأن 56% من عمليات الإعدام تتعلق بتهم مخدرات.
وفي العام 2024، سجّل ما لا يقل عن 95 عملية إعدام بحلول 20 آذار من العام الجاري، وفقا لمنظمة العدل الدولية التي أشارت إلى أن الأرقام التي سجلتها تمثل الحد الأدنى، وتعتقد أنَّ العدد الحقيقي هو أعلى من ذلك.
وقالت ديانا الطحاوي نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية “من دون استجابة عالمية قوية، ستشعر السلطات الإيرانية بالجرأة على إعدام آلاف الأشخاص الإضافيين في السنوات المقبلة مع الإفلات التام من العقاب”.
ومن بين الذين أعدموا علي حميد رضا آذري الذي كان يبلغ 17 عاماً، وأُعدم في تشرين الثاني في محافظة رضا خراسان بعد إدانته بطعن شخص حتى الموت عام 2023 عندما كان لا يزال في السادسة عشرة من عمره.
وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الإيرانية أعطت “معلومة خاطئة” بشأن عمره في وسائل الإعلام المحلية قائلة إنه يبلغ 18 عاما “للتهرب من المساءلة” عن انتهاك القانون الدولي، موضحة أنها راجعت شهادة ولادته.
وأعربت المنظمة عن قلقها تحديداً حيال “الزيادة المذهلة” في عدد الإعدامات في جرائم تتعلق بالمخدرات.
وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت منظمتان غير حكوميتين هما “منظمة حقوق الإنسان في إيران” و”معا ضد عقوبة الإعدام”، تقريراً عن زيادة عمليات الإعدام في إيران.
واتهمت المنظمتان إيران باستخدام عقوبة الإعدام كوسيلة لبثّ الخوف في الداخل في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة من العام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في طهران.
وقال مدير منظمة حقوق الانسان في إيران محمود أميري مقدّم إن “زرع الخوف المجتمعي هو الوسيلة الوحيدة للنظام للتمسك بالسلطة، وعقوبة الإعدام هي أداته الأكثر أهمية”.
ومن بين الذين تمّ تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم العام الماضي 22 امرأة، وهي الحصيلة الأعلى لدى النساء منذ عقد.
وأوضح التقرير أن 15 منهنّ كنّ مدانات بارتكاب جرائم قتل، مشيرا إلى أن النساء اللواتي يقمن بقتل شريك مسيء أو قريب يواجهن خطر الحكم بالإعدام.
في السياق أظهر تقرير نشر في العام 2023، أنّ النظام الإيراني أعدم خلال فترة إبراهيم رئيسي 1275 شخصا في الفترة من آب 2021 إلى آب 2023، وقد تم إعدام 521 شخصاً في العام الأول بينما ارتفعت حالات الإعدام في العام الثاني إلى 754 شخصاً.
واستناداً للبيانات التي جمعتها لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرنية فإنه تم إعدام 118 إمرأة في إيران في الفترة ما بين آب 2013 وآب 2021 وذلك خلال رئاسة عهد حسن روحاني، وهذا يعني أنه يتم إعدام 15 إمرأة كحد أوسط كل سنة في إيران.
أما في عهد إبراهيم رئيسي فقد تم إعدام ما لا يقل عن 42 امرأة في الفترة ما بين آب 2021 وحتى آب 2023، أي أنه في المتوسط يتم إعدام 21 إمرأة في كل سنة خلال فترة رئاسة إبراهيم رئيسي، أي أنه يتم إعدام 6 نساء أكثر مما كان مقارنة بالرئيس السابق لجمهورية النظام.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |