“إنتقام” إسرائيل لن يُفجّر حربا واسعة.. ولن يكون “سريعًا”!
تعيش المنطقة حالة من الترقب والحذر بعد تأكيد إسرائيل أنها سترد على الهجوم الذي شنّته إيران عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة، ليل السبت الأحد، غير أن تقديرات أميركية وضعت حدودا وشروطا لهذا الرد، الذي يوفّر لتل أبيب “الانتقام”، ويمنع نشوب “الحرب الإقليمية” في الوقت نفسه.
ومِن هذه الشروط، أن يكون الرد “غير سريع”، و”مفاجئا”، و”يهز صورة النظام الإيراني الحاكم”، ولا يُفجّر حربا واسعة مباشرة، وقد يكون داخل أو خارج إيران.
الردّ الإيراني كان “مدروسًا”
من جهته اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، أن ردّ إيران كان “مدروسا ودقيقا”، قائلًا إنّ “القوات الإيرانية قادرة على الحفاظ على أمن البلاد.
وأوضح الرئيس الإيراني قائلا “قواتنا قادرة على الحفاظ على أمن البلاد ويمكن لدول المنطقة الاعتماد على قدراتنا العسكرية”.
وأضاف إبراهيم رئيسي “ردنا على إسرائيل أوصل رسالة لها وللولايات المتحدة بأن قواتنا جاهزة لمواجهة أي تهديد”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “ردنا العسكري على إسرائيل كان مدروسا ودقيقا”.
متى الرد؟
وفيما أرجأ مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي حتى اليوم الأربعاء ثالث اجتماعاته المتعلقة باتخاذ قرار بشأن سبل الرد على الهجوم الإيراني، أكدت الولايات المتحدة أنها تعمل لتفادي حرب شاملة بالشرق الأوسط، اعتبرت بريطانيا أن التصعيد ليس في مصلحة أحد.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه على عكس التوقعات، لم يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الحرب أمس الثلاثاء.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن توجيه ضربة انتقائية كبيرة لإيران يتضاءل مع مرور الوقت.
ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع أن نتنياهو التقى كبار القادة في المؤسسة الأمنية في مقر وزارة الدفاع. وكشف المصدر أن عددا من الوزراء طالبوا نتنياهو بالتمهل في الرد على إيران، في حين طالب البعض الآخر باستهداف منشآت إيرانية حساسة، وهذا الأمر رفضه نتنياهو بشكل قاطع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إيران فشلت في هجومها على إسرائيل ولن تتمكن من تطبيق معادلة ردع مختلفة. وأضاف غالانت خلال زيارة للقوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، أن أجواء الشرق الأوسط مفتوحة أمام المقاتلات الإسرائيلية.
ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤول أمني كبير أنّ الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران قد يشمل استهداف البنية التحتية العسكرية ومستودعات الأسلحة، فضلا عن عمليات اغتيال مسؤولين.
واشنطن لا تريد اتساع نطاق الصراع
قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الرد على إيران من عدمه هو قرار إسرائيلي.
وأضاف أن الرئيس جو بايدن لا يريد اتساع نطاق الصراع أو تعميقه، موضحا أن “وجهة النظر الأميركية هي أن إسرائيل وشركاءها نجحوا نجاحا مذهلا، وأن هذا وحده يشكل الكثير من الضغط على إيران”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر قد قال في وقت سابق إن الوضع في المنطقة يعتمد على ما تقرره إسرائيل وكيف يمكن لإيران أن ترد، مشددا على أن الولايات المتحدة تعمل بجد لتفادي حرب شاملة في الشرق الأوسط.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي بارز قوله إن واشنطن تأمل أن تخطرها إسرائيل بخططها للرد على هجوم إيران بهدف التجهيز لحماية العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة.
وأضاف المسؤول الأميركي أن أي تطور جديد بين إسرائيل وإيران سيطرح احتمالات كثيرة، بعضها مخيف للغاية.
أما في حال امتناع إسرائيل عن الرد فسيكون هناك خفض للتصعيد، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه، وفق تعبيره.
بريطانيا: للتحلي بالهدوء
بدوره، دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحلي بالهدوء، وقال إن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، وذلك خلال اتصال هاتفي بعد مساعدة بريطانيا إسرائيل في صد هجوم جوي إيراني السبت الماضي.
وذكر مكتب سوناك في بيان عن الاتصال أمس الثلاثاء أن سوناك شدد على أن “التصعيد الكبير ليس في مصلحة أحد وأنه سيفاقم فحسب انعدام الأمن في الشرق الأوسط. هذه لحظة يجب أن يسود فيها الهدوء”، وأشار إلى أن إيران أخطأت في حساباتها بشدة، وتزداد عزلتها على الصعيد العالمي.
مواضيع ذات صلة :
“هنا لبنان” يكشف مزيدًا من كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل | “هنا لبنان” يكشف خفايا المفاوضات.. صيغة وملاحظات وضوء أخضر! | تحذير جديد لصور! |