إيران.. تاريخٌ من العقوبات!
أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الاتّحاد الأوروبي قرّر فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف منتجي الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وقال ميشال في ختام قمّة في بروكسل شارك فيها قادة الدول الأعضاء الـ27 “لقد قرّرنا فرض عقوبات على إيران، وأردنا أن نبعث برسالة واضحة” إلى طهران بعد هجومها غير المسبوق على إسرائيل.
وأضاف أنّ “الفكرة هي استهداف الشركات التي لها دور في تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ”.
وفي بيانهم الصادر في ختام القمة، دعا قادة الاتحاد الأوروبي “جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس والابتعاد عن أيّ عمل من شأنه أن يزيد التوترات في المنطقة”.
وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على إيران بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته طهران على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنّه “يتوقّع” أن يحذو حلفاء آخرون لواشنطن حذوها قريباً.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان إنّه “في الأيام المقبلة، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف إيران، بما في ذلك برامجها للطائرات المسيّرة والصواريخ”.
وأوضح المسؤول الأميركي أنّ “هذه العقوبات الجديدة بالإضافة إلى تدابير أخرى ستواصل ممارسة الضغط على إيران لاحتواء وإضعاف قدراتها العسكرية”.
وذكّر سوليفان بأنّ واشنطن فرضت عقوبات على أكثر من 600 فرد وكيان مرتبطين بإيران بسبب علاقاتهم “بالإرهاب وتمويل الإرهاب وبأشكال أخرى من التجارة غير المشروعة وبانتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان وبدعم جماعات إرهابية وكيلة” لطهران.
كما أكّد مستشار الأمن القومي إلى أنّ القوات الأميركية ستعزّز جاهزيتها للتصدّي لأيّ قصف إيراني جديد بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وشدّد سوليفان على أنّ “الضغوط ستستمر” على إيران.
وقال “لن نتردّد في مواصلة اتخاذ إجراءات، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في سائر أنحاء العالم ومع الكونغرس، لمحاسبة الحكومة الإيرانية على أفعالها الخبيثة والمزعزعة للاستقرار”.
إيران تاريخ من العقوبات
فرضت الولايات المتحدة أول عقوبة على إيران في تشرين الثاني 1979 بعد أن استولت مجموعة من الطلاب الراديكاليين على السفارة الأمريكية في طهران واتخذوا من فيها رهائن.
وشملت العقوبات المفروضة بموجب الأمر التنفيذي رقم 12170 تجميد ما يقرب من 12 مليار دولار من الأصول الإيرانية، منها ودائع بنكية وذهب وعدة ممتلكات أخرى، وفرض حظر اقتصادي.
غير أنّ هذه العقوبات رُفعت في كانون الثاني 1981 بعد التوقيع على اتفاقية الجزائر التي ساومت فيها الولايات المتحدة على تحرير الرهائن.
وفي العام 1987، فرضت الولايات المتحدة العقوبات الثانية على إيران في عهد الرئيس رونالد ريغان بسبب أفعال إيران في المرحلة الممتدة بين عامي 1981و1987 ضد الولايات المتحدة والدول المطلة على الخليج العربي، ودعمها للإرهاب.
واشتدت تلك العقوبات في العام 1995 لتشمل المؤسسات التي تتعامل مع الحكومة الإيرانية.
في كانون الأوّل 2006، فُرضت العقوبات الثالثة بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1737 بعد أن رفضت إيران أن تمتثل لقرار المجلس رقم 1696 الذي طالبها بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.
واستهدفت عقوبات الولايات المتحدة في بداية الأمر استثمارات النفط والغاز والبتروكيمياويات، وصادرات منتجات النفط المكرر، وصفقات العمل مع الحرس الثوري الإيراني.
كما شملت تلك العقوبات أيضاً قيودًا على المعاملات البنكية والتأمينات (بما يشمل البنك المركزي الإيراني)، والشحن، وخدمات استضافة مواقع الويب للأغراض التجارية، وخدمات تسجيل اسم النطاق.
تكبد الاقتصاد الإيراني خسائر فادحة على مدار السنين بسبب تلك العقوبات، وبعدها بدأ المفاوضات النووية بينها وبين مجموعة 5 +1 ليتم التوصل في نيسان 2015 إلى اتفاق مبدئي على إطار عمل يهدف في نهاية المطاف إلى رفع جميع العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برامج إيران النووية الممتدة لعشرة أعوام على الأقل
ونتيجة لذلك رُفعت عقوبات الأمم المتحدة عن إيران في 16 كانون الثاني 2016.
ترامب يعيد العقوبات
في 8 أيار 2018، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي أعقاب ذلك، نفذ الاتحاد الأوروبي تشريعًا مُحدثًا في 7 أغسطس 2018 لإبطال تأثير العقوبات الأمريكية على الدول التي تتعامل مع إيران. وفي سبتمبر 2019 أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها فرض عقوبات على أي دولة تتعامل مع إيران أو تشتري منها نفطًا. وفي ذات الشهر أيضًا، قال ترامب أنه أمر وزارة الخزانة بتشديد العقوبات على إيران، وذلك ردًا على هجوم إيراني مشتبه فيه على مرافق النفط السعودية الرئيسية.
واستهدفت تلك العقوبات الجديدة البنوك المحلية الإيرانية.
وفي 21 شباط 2020، وُضعت إيران على القائمة السوداء الخاصة بمجموعة العمل المالي.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |