الهدنة في غزة “بعيدة”.. وتوقعات باستمرار الحرب لسنوات!
لا تزال المفاوضات حول الوصول لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في غزة مجمّدة، وسط تقاذف الاتهامات بالعرقلة، ما يشير بأن الهدنة لن تحدث في وقت قريب.
وفي السياق، أدانت حركة حماس تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقالت إنها محاولة لتحميل الحركة مسؤولية تعطيل الوصول إلى اتفاق.
وقالت إن تصريحات بلينكن تتناقض مع مواقف الحركة المرنة لتسهيل الوصول إلى اتفاق، والتي اصطدمت بتعنت ومماطلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وأشارت حماس إلى أن مطالبها واضحة منذ اليوم الأول، وكانت موضع ترحيب من الأطراف والوسطاء، وهي تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وكان وزير الخارجية الأميركي قال إن “حماس هي الطرف الوحيد الذي يحول بيننا وبين وقف إطلاق النار في قطاع غزة”، وأضاف في تصريحات سابقة أن “حماس تريد تدمير إسرائيل ونريد ضمان عدم تكرار ما وقع في السابع من تشرين الأول.
ومنذ أشهر، ترعى قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
واتهمت حماس نتنياهو مرارا بـ”التعنت” وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، حيث يرفض الأخير مطالب الحركة التي تتمسك للموافقة عليه بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.
هل تستمر الحرب لسنوات؟
إلى ذلك، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل أخفقت في تحقيق هدفيها الأساسيين من الحرب على غزة، وهما تدمير حركة حماس وإعادة المحتجزين.
وتوقع بعض المسؤولين الإسرائيليين أن يستغرق القضاء على حماس سنوات عدة.
كما نقل التقرير عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن الأنفاق في غزة ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها فور توقف القتال.
وحسب التقييمات الأميركية التي نقلتها الصحيفة، فإن على إسرائيل أن تعلن النصر على حماس وتتحول إلى قتال مختلف يستهدف كبار قادتها.
بحث في سبل خفض التصعيد
وكان قد بحث وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي الاثنين، سبل خفض التصعيد في المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومسؤولي خارجية دول المجلس وهي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان، إلى جانب مسؤولين أوروبيين بينهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وأفادت الخارجية القطرية في بيان، بأن قطر شاركت في المنتدى رفيع المستوى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي حول الأمن الإقليمي، إذ ترأس وفدها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
وناقش المنتدى “تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل خفض التصعيد والتهدئة، لا سيما إنهاء الحرب في قطاع غزة، ومستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، والأمن البحري وحرية الملاحة”، وفق البيان ذاته.
بدورها قالت الخارجية السعودية في بيان، إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، شارك في أعمال المنتدى ذاته، مشيرة إلى أن الاجتماع بحث تعزيز التعاون الأمني والإستراتيجي، والتطورات في قطاع غزة ومحيطها، وأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الاثنين، إنه “لا يمكن نسيان وضع غزة المزري ونحتاج فورا لإطلاق جميع الرهائن ووقف إطلاق النار وتخفيف الكارثة الإنسانية”، مؤكدا أنه “لن يكون هناك استقرار دائم في المنطقة ما دامت الحرب في غزة مستمرة”.
مواضيع ذات صلة :
فرض عقوبات على 6 من كبار قادة “حماس” | البابا فرنسيس: لوقف فوري لإطلاق النار على جميع الجبهات | الجيش الإسرائيلي في “حال تأهب”! |